ولكن أذلّوهُ فهان ودنسوا ... محيّاهُ بالأطماعِ حتى تجهّما
ومن قصيدة عدي بن زيد العبادي ١:
أيّها الشامتُ المعير بالدهرِ ... أأنت المبرأ الموفورُ
أم لديك العهد الوثيق من الأ ... يامِ أم أنت جاهل مغرور
من رأيت المنايا خلدن أم من ... ذا عليه من أن يضام خفير
أين كسرى، كسرى الملوك أبو سا ... سان أم أين قبله سابور
وبنو الأصفرِ الكرامِ ملوك الرومِ ... لم يبق منهم مذكورُ
وأخو الخضرِ إذ بناهُ وإذ دجلة ... تجبى إليه والخابورُ
شاده مرمرًا وجلله كلسا ... فللطير في ذراه وكورُ
وتبين رب الخورنق إذ أشرف ... يومًا وللهدى تفكيرُ
سره حاله وكثرة ما يملك ... والبحر معرضًا والسديرُ
فارعوى قلبه فقال وما غبطة ... حي إلى الممات يصير
ثم بعد الفلاح والملك والآ ... مة وارتهم هناك القبورُ
ثم اضحوا كأنهم ورق جف ... فألوت به الصباء والدبورُ
وقال أحدهم ٢:
كلُّ المصائبِ مبدأها من النظرِ ... ومعظمُ النارِ من مستصغرِ الشررِ
_________
١ الشعر والشعراء لابن قتيبة ١/٢٢٥.
٢ ابن القيم، الجواب الكافي ص ١٣٤، روضة المحبين ص ١٠٧.
1 / 59