وقال أبو مسلم الخراساني ١:
ومن رعى غنمًا في أرض مسبعةٍ ... ونام عنها تولّى رعيها الأسدُ
وفي تفضيل الربيع على سائر الف ... ـصول يقول الصنوبري ٢:
إن كان في الصيف ريحانٌ وفاكِهةٌ ... فالأرض مُسْتَوقِدٌ والجوُّ تَنُّورُ
وإن يكن في الخريف النخل مخترفًا ... فالأرض محسورة والجو مأسورُ
وإنْ يكن في الشتاء الغيث متصلًا ... فالأرض عريانًا والجو مقرور
ما لدهر إلا الربيع المستنير إذا ... جاء الربيع أتاك النَّور والنُّور
فالأرض ياقوتة والجو لؤلؤة ... والنبتُ فَيرُوزجٌ والماء بِلّورُ
ما يعدم النبت كأسًا من سحائبهِ ... فالنبت ضربان: سكران ومخمورُ
فيه لنا الورد منضود مورده ... بين المجالس والمنثور منثورُ
ونرجس ساحر الأبصار ليس لما ... كانت له من عمر الأبصار مسحورُ
هذا البنفسج هذا الياسمينُ وذا ... النبريق مذ قرنا فالحسن مشهورُ
يظل ينثر فيه السحب لؤلؤها ... فالأرض ضاحكة والطير مسرور
حيث التفت فقمري وفاختة ... يغنيان وشفنين وزَرزُورُ
إذا الهزازان فيه صوتا فهما ... بحسنِ صوتيهما عود وطنبور
_________
١ أمثال الشعر العربي ص ١٠٧.
٢ تاريخ مدينة دمشق ٧/٢١٠، نزهة الأبصار في محاسن الأشعار ص ٤٣٦، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء ٢/٥٦٩.
1 / 54