على أن هناك مصاعب قد تعترض خروجي من هنا، فإن البارون دي نيفيل وصي علي، وهو الذي يتولى إدارة ثروتي، فقد يعترض على خروجي بواسطة المحاكم؛ إذ لا يروق له أن يحرم من إدارة ثروتي الطائلة.
ولكني وجدت حلا لهذه المشكلة، وهو أن ينقد أحد الأديرة مائة ألف فرنك مقابل إقامتي فيه، وفي مقابل ذلك أهب للبارون - بملء رضاي - كل ما أملك.
وهي يا سيدي البارون تعيد علي هذا الاقتراح منذ ثلاثة أيام، وأنا أفحصها في هذه المدة، فلا أجد في عقلها ما يدل على الانحراف أو الاختلاط، بحيث بت واثقا من أنها لا تنتكس، وأنها شفيت الشفاء التام.
فتفضل بإجابتي عما تريد أن أصنعه، واقبل احترامي.
مدير مستشفى الأمراض العقلية في أوكسر
فلما أتم البارون تلاوة هذا الكتاب قال له ميشيل: ماذا رأيت يا سيدي؟
قال: رأيت أن الأمور جارية في خير مجرى، فإذا كانت امرأة عمي قد شفيت وهي تريد الدخول في الدير، فسأوافق على إخراجها من المستشفى، ولتهب لي ثروتها فأطمئن وأستريح.
قال: إنك ساذج يا سيدي البارون.
قال: كيف ذلك؟
أجاب: لنبحث قليلا، فأنت تعلم أن حكاية البستاني صادقة، وأن كتاب الكاهن أكيد، كما أنك تعلم حكاية تلك الفتاة التي ذهبت الكونتيس، وأخبرتها بأن ولدها لا يزال على قيد الحياة، ولكن الكونتيس تقول الآن إن جميع هذه الحكايات أوهام مثلها لها الجنون.
نامعلوم صفحہ