قال: إذن هو للذي اشتريت منه المعطف، ولكن كيف السبيل إليه؛ فقد اشتريته في رأس الرجاء الصالح من حانوت لا أذكر اسم صاحبه، ولا أعرف عنوانه.
ولكن الأوراق المالية الفرنساوية يندر وجودها في رأس الرجاء الصالح.
هذا أكيد، ولكن الذي أعلمه أن هذه الأوراق ليست لي، وخير ما أصنعه هو أن أضعها في غلاف وأرسلها إلى ملجأ خيري.
فقال شارنسون: ما هذه البلاهة التي لا تخطر في بال عاقل؟! أتهبط علينا النعمة من السماء ونحن نكاد نموت جوعا ثم نجود بها على البؤساء؟! أيوجد في الأرض أشد بؤسا منا؟!
قال: نعم! فهي للفقراء، ولا أأخذ مالا لا حق لي فيه.
فتداخل كاستيليون في الأمر، وقال: خير ما تصنعه يا بني أن تعتبر هذا المال عارية، وأنك اقترضته من الفقراء، وسترده إليهم مضاعفا متى حسنت حالك واسترجعت ثروتك.
فأسرع شارنسون واستولى على الأوراق، فقال له فيلكس: ماذا تصنع؟ قال: اقترضها بالنيابة عنك.
وقال كاستيليون: حسنا فعلت! فإنها مهدت لنا أسباب السفر، أنسافر في هذا المساء؟
فقال شارنسون: إني مسافر معكما، ثم نظر إلى فيلكس، فرآه لا يزال مترددا فقال له: ألا تريد أن تخطو خطوة في سبيل التقرب من باكيتا؟ وقد فعلت هذه الكلمة به فعل السحر، فبطل تردده، واتفقوا على تعيين موعد السفر.
أما شارنسون فإنه ذهب توا إلى باكيتا وقال لها: إني قادم لأشكرك يا سيدتي لهبتك. فحاولت الإنكار، ولكنه أفحمها بقوله: إني رأيتك في المركبة إذ كنت واقفا في النافذة، ورأيت المتجول صاعدا إلى مركبتك، فلم يبق لدي شك حين عودته بأنك أنت صاحبة هذه اليد البيضاء.
نامعلوم صفحہ