قال: ولكن إذا وجدت بول سالبري الذي شحنت في صندوقه، وهو شريك البارون في إثمه؟!
قال: إنك قد تجده، ولكنه ينكر ما حدث.
قال: ولكن ربان السفينة لا ينكر.
قال: دون شك! غير أنه لا يستطيع أن يثبت أن البارون قد وضعك في الصندوق، حتى ولو استطاع هذا الإثبات فإنه لا يثبت غير أمر واحد.
قال: ما هو؟ - هو أنك كنت تحب باكيتا، وقد أراد بذلك إقصاءك عنها لأنها تحبك، وهكذا ترى أن ذلك لا يقوم دليلا على أنك ابن الكونت دي نيفيل على الإطلاق.
فتأوه السيئ البخت، ثم ودع المحامي، وخرج من غرفته إلى الردهة الخارجية، وفيما هو سائر إلى الباب أدركه أحد أعوان المحامي وقال له: إنك إذا أصغيت إلي أفدتك أكثر مما يفيدك المحامي.
قال: ماذا تريد أن تقول لي؟ قال: إني خارج معك، وسنتحدث في الطريق، فلا يسمعنا أحد.
وقد ذهب الاثنان إلى حانة قليلة الرواد، فجلس كل منهما بإزاء صاحبه، وبدأ الرجل الحديث فقال: إني أدعى كاستبليون، ويلقبني إخواني بالطيب الكتوم، فليس بينهم من يكتمني سرا من أسراره، وإنما أقول لك ذلك لأبرهن لك أن الفائز بين الناس هو الذي لا يعرض نفسه لحسدهم، انظر إلى هذا المخزن العظيم في الجهة المقابلة من الشارع، فهو من أشهر المخازن وأكثرها عملا، ومع ذلك فهو على وشك الإفلاس، يحاول صاحبه الاتفاق مع دائنيه.
وانظر إلى هذا الحانوت الصغير في جانبه، فإن الناس يزدرون به، ولكن صاحبه قد أفلح، حتى إنه اشترى البناء نفسه من عهد قريب، وهذه هي حالة الناس يا بني، فإن من يسير دون أن ينتبه إليه أحد بلغ آخر الطريق الذي يسير فيه، خلافا لمن تتجه إليه الأنظار، فإنه يقف كثيرا في الطريق.
أما أنا فإني أشبه صاحب هذا الحانوت الصغير، وقد وقفت عند الباب حين دخلت على المحامي، وسمعت حكايتك بجملتها كما سمعها المحامي، حتى بت أعرفها كما تعرفها أنت.
نامعلوم صفحہ