قلت: كم لك من العمر سيدي؟
أجاب: ثمانية وعشرون عاما.
قلت: إنك لا تزال في مقتبل الشباب، فما هذا الشيب في رأسك؟
فقهقه ضاحكا وقال: ليس هذا بشيب يا ابنتي، بل هو إرث يرثه كل أعضاء أسرتنا.
قلت: كان أبوك مثلك؟
أجاب: نعم، وكذلك عمي.
قلت: ألك عم؟
أجاب: إنه مات، وترك ثروته لامرأته، ولكن يحتمل أن أرثها قريبا؛ لأن المسكينة لا تعيش طويلا.
قلت: أهي مريضة؟ وقد سألته هذا السؤال بلهف خجلت بعده، فقلت له: أسألك المعذرة يا سيدي لما تراه من فضولي، وعلى ذلك ستغدو كثير الثروة بعد وفاتها؟
قال: هو ذاك، فلا وارث لها سواي، فإن هذه المنكودة فجعت بولدها الوحيد، حين كانت تقيم في أرضها في «سانت مرتين»، ومن جملة مصائبها أن قصرها احترق يوم تشييع جنازة ولدها، فاعتزلت الناس أجمعين، وهي الآن تقيم في قصر لها يدعى قصر بليمور قرب فرساي، وقد سجنت نفسها فيه سجن الراهبات في الدير.
نامعلوم صفحہ