قال: إننا نفرح وأسيادنا يبكون.
قالت: ماذا تعني؟!
أجاب: إن ابن الكونت مات في هذه الليلة.
ثم وضع رأسه بين يديه، وجعل يبكي ويقول في نفسه: ويح لنفسي مما جنيت! ويا ويلتاه! فسيعاقبني الله أشد عقاب!
الفصل السادس
ذكرى بهلوان
كان الاجتماع في قاعة فخمة في باريس عند مغنية نالت شهرة عظيمة في عهد قريب، بل إنها نالتها فجأة، فدهش الباريسيون لأمرها، ولم يعلموا من أين جاءتهم، كأنها هبطت إليهم من السماء، فكان بعضهم يقولون إنها إيطالية، ويؤكد آخرون أنها إسبانية، والحقيقة أنه لم يكن يعلم حقيقة أمرها أحد ...
وكانت هذه الفتاة قد أعدت في منزلها حفلة راقصة، وانتهت الحفلة، وتفرق المدعوون، فلم يبق منهم غير الأخصاء، وكانت هذه الممثلة - واسمها باكيتا - تحادثهم، فكان آخر خطابها قولها: «هذه هي حالتي أيتها السيدات والسادة، فقد كنت بهلوانة، أرقص على الحبل براتب لا يتجاوز فرنكين في اليوم قبل أن صرت مغنية في المراسح، وراتبي مائة ألف فرنك في العام!»
فصاح الرجال قائلين: هذا محال ... وقال النساء: إذن كم يبلغ عمرك؟
أجابت: خمسة وعشرين عاما، فقد بدأت بالرقص على الحبل، والغناء عند أبواب الحانات في التاسعة من عمري، إلى أن أتيح لي أن أتعلم فن الغناء على قواعده، فبلغت هذا المبلغ.
نامعلوم صفحہ