ابو الشہداء حسین بن علی
أبو الشهداء الحسين بن علي
اصناف
وكان مسلم بن عقيل قد نزل بالكوفة، فأقبل عليه الناس ألوفا ألوفا يبايعون الحسين على يديه، وبلغوا ثمانية عشر ألفا في تقدير ابن كثير، وثلاثين ألفا في تقدير ابن قتيبة.
وهال الأمر النعمان بن بشير - والي الكوفة - فحار فيما يصنع بمسلم وأتباعه وهم يزدادون يوما بعد يوم، فصعد المنبر وخطب الناس معلنا أنه لا يقاتل إلا من قاتله ولا يثب إلا على من وثب عليه. •••
وتسابق أنصار بني أمية إلى يزيد ينقلون إليه ما يجري بالكوفة، فأشار عليه سرجون الرومي مولى أبيه أن يعزل النعمان ويولي الكوفة عبيد الله بن زياد، مضمومة إلى البصرة التي كان يتولاها في ذلك الحين.
وقدم عبيد الله إلى الكوفة فكان أول ما عمل بها أن جمع إليه عرفاء المدينة - أي مشايخ أحيائها - فأمرهم أن يكتبوا له أسماء الغرباء ومن في أحيائهم من «طلبة أمير المؤمنين والحرورية وأهل الريب» وأنذرهم: «أيما عريف وجد في عرافته من بغية أمير المؤمنين أحد لم يرفعه إليه، صلب على باب داره، وألغيت تلك العرافة من العطاء».
والتمس وجوه المدينة من شيعة الحسين يترضاهم ويستخرج خفاياهم. فسأل عمن تخلف منهم عن لقائه وعلى رأسهم هانئ بن عروة، فقيل له: إنه مريض لا يبرح داره، وكان يتعلل بالمرض تجنبا للقائه والسلام عليه.
فذهب عبيد الله إليه يعوده ويتلطف إليه، وجاء في بعض الروايات أنه قد أشير على مسلم بن عقيل بقتله وهو في بيت هانئ، فأبى أن يغتاله وهو آمن في بيت مريض يعوده.
وقال ابن كثير ما فحواه أنهم أشاروا على مسلم بن عقيل بقتله وهو في دار شريك بن الأعور، وقد علم شريك أن عبيد الله سيعوده؛ فبعث إلى هانئ بن عروة يقول له: «ابعث مسلم بن عقيل يكون في داري ليقتل عبيد الله إذا جاء يعودني.» فتحين مسلم عن قتله، وسأله شريك: «ما منعك أن تقتله؟» قال: «بلغني حديث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم : «إن الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن.» وكرهت أن أقتله في بيتك.»
قال شريك: «أما لو قتلته لجلست في الثغر لا يستعدي به أحد، ولكفيتك أمر البصرة، ولكنت تقتله ظالما فاجرا.»
ثم مات شريك بعد ثلاثة أيام. •••
نامعلوم صفحہ