ابو الشہداء حسین بن علی
أبو الشهداء الحسين بن علي
اصناف
وضرب عنق الحسين وابن الزبير معناه الخلاص من أعظم المنافسين ليزيد، ثم الخلاص من زيد نفسه بإثارة النفوس وإيغار الصدور عليه! •••
وقد ذهب رسول الوليد إلى الحسين وابن الزبير، فوجدهما في المسجد؛ فعلم الحسين ما يراد منه، وجمع طائفة من مواليه يحملون السلاح، وقال لهم وهو يدخل بيت الوليد: «إن دعوتكم أو سمعتم صوتي قد علا فاقتحموا علي بأجمعكم، وإلا فلا تبرحوا حتى أخرج عليكم.»
فلما عرضوا عليه البيعة ليزيد قال: «أما البيعة فإن مثلي لا يعطي بيعته سرا، ولا أراك تقنع بها مني سرا.»
قال الوليد: «أجل!»
قال الحسين: «فإذا خرجت إلى الناس فدعوتهم إلى البيعة دعوتنا معهم فكان الأمر واحدا.»
ثم انصرف ومروان غاضب صامت لا يتكلم، وما هو إلا أن توارى الحسين حتى صاح بالوليد: «عصيتني والله! لا قدرت منه على مثلها أبدا حتى تكثر القتلى بينكم وبينه.»
فأنكر الوليد لجاجته وقال له: «أتشير علي بقتل الحسين! والله إن الذي يحاسب بدم الحسين يوم القيامة لخفيف الميزان عند الله.» •••
وهكذا انتهت المنافسة بين بني أمية وبني هاشم إلى مفترق طريق لا سبيل فيه إلى توفيق، ولم تنقطع قط سلسلة هذه المنافسة منذ أجيال، وإن غلبها الإسلام في عهد النبوة، وفي عهد الصديق والفاروق.
وكفى بالإسلام فضلا في هذا المجال أنه غلب العصبية بالعقيدة، فجعلها تابعة لها غير قادرة على الجهر بمخالفتها! ولكن العصبية المكبوحة عصبية موجودة غير معدومة. •••
وكثيرا ما يفلت المكبوح من عنانه، وإن طالت به الرياضة والانقياد.
نامعلوم صفحہ