فقال سليمان: «رأيت معسكر الخليفة مروان بن محمد.»
فقال صالح: «والخليفة معهم؟»
فقال سليمان: «نعم.»
فقال صالح: «هل علمت سبب خروجهم؟»
فقال سليمان: «علمت أنهم عسكروا هنا تأهبا للسفر في صباح الغد.»
فقال صالح: «إلى أين؟»
فقال سليمان: «أظنهم ذاهبين إلى حرب في بلاد بعيدة؛ لكثرة ما أعدوه من الأحمال والأثقال.»
فأطرق صالح وقد أدرك أن مروان خارج لقتال شيعة العباسيين في العراق، بعد أن تحقق من استفحال أمرهم على أثر دخولهم مرو، وزحفهم نحو العراق، فترجل وأشار إلى سليمان فنزل وجلس في ظل شجرة والليل قد أسدل نقابه، وقدم سليمان طعاما كان قد حمله من الخان، فأكلا حتى إذا فرغا من الطعام قال صالح: «إني ذاهب في مهمة إلى هذا المعسكر، فامكث أنت هنا ريثما أعود إليك، وأطعم الجملين، وكن مستعدا للرحيل.»
فقال سليمان: «سمعا وطاعة.»
ونهض صالح فخلع العباءة، فظهر بزيه الجديد، وشعره المجعد، وقميصه القصير وقذارته، ثم تمرغ في تراب ناعم هناك حتى كساه الغبار كأنه قادم من سفر طويل، ومشى نحو خيمة الخليفة.
نامعلوم صفحہ