سلفا ذلك قالوا ليس الامام من جلس في بيته واغلق بابه وأرخى ستره وإنما الإمام من خرج بسيفه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فهذان سبب وقوع الخلاف بين الشيعة وأما جعفر عليه السلام وزيد فما كان بينهما خلاف والدليل على صحة قولنا قول زيد بن علي من أراد الجهاد فإلي ومن أراد العلم فإلى ابن أخي جعفر ولو ادعى الإمامة لنفسه لم ينف كمال العلم عن نفسه إذا كان الامام أعلم من الرعية ومن مشهور قول جعفر بن محمد رحم الله عمي زيدا لو ظفر لوفى إنما دعى الرضا من آل محمد وإنا الرضا قال السيد علي خان الحويزي في نكث البيان بعد نقل خبر فضيل بن يسار في شهادة زيد عليه الرحمة : وقد دل هذا الحديث على أن زيدا رحمه الله في أعلى المراتب من رضى الأئمة الطاهرين وإنه من خلص المؤمنين وانه من الأعزة عند المعصومين وكذلك ما ورد في حقه ومدحه والتحزن عليه وعلى ما أصابه في غير هذا الحديث عن أهل البيت عليهم السلام من أحاديث كثيرة ولا شك أنه لم يحصل له من الإمام عليه السلام نهي صريح عن الخروج كما ينبئ عن ذلك مدحهم له وإظهار الرضا عنه وهو لم يخرج إلا لما ناله من الضيم من عتاث بني امية ولاريب أن قصده ونيته أن استقام له الأمر إرجاع الحق إلى أهله ويدل على ذلك رضاهم عنه الى آخر كلامه.
صفحہ 39