ابو ہریرہ
أبو هريرة راوية الإسلام
ناشر
مكتبة وهبة
ایڈیشن
الثالثة، 1402 هـ - 1982
في صفحة [163] وما ذكره عبد الحسين في [ص 268] من ضرب عمر لأبي هريرة فهي رواية ضعيفة لأنها من طريق أبي جعفر الإسكافي وهذا غير ثقة. وأما تهديد عمر - رضي الله عنه - لأبي هريرة بالنفي وهو ما رواه السائب بن يزيد إذ قال: «سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة: " لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس "، وقال لكعب الأحبار: " لتتركن الحديث عن الأول أو لألحقنك بأرض القردة "» (1) هذا ما جاء في " تاريخ ابن كثير "، بينما ذكر عبد الحسين وأبو رية أنه قال لأبي هريرة: «لألحقنك بأرض دوس أو بأرض القردة» نقلا عن ابن عساكر، وابن عساكر براء من هذه الرواية فكل ما فيه: عن السائب بن يزيد قال: «سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة: " لتتركن الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو لألحقنك بأرض دوس "، وقال لكعب: " لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة "» (2). فلم يحسن عبد الحسين النقل!!.
أما أبو رية فقد أشار إلى " البداية والنهاية " وليس فيها هذا. ونهي عمر - رضي الله عنه - لم يكن خاصا بأبي هريرة بل ذلك كان منهاجه خوفا من الوقوع في الخطأ.
ثم إن ابن كثير بعد أن ذكر هذه الرواية قال: «وهذا محمول من عمر على أنه خشي من الأحاديث التي يضعها الناس على غير مواضعها، وأنهم يتكلون على ما فيها من أحاديث الرخص، أو أن الرجل إذا أكثر من الحديث ربما وقع في أحاديثه بعض الغلط أو الخطأ فيحملها الناس عنه، أو نحو ذلك». اه.
ونقل إلينا أن عمر أذن له بعد ذلك في التحديث بعد أن عرف ورعه وخشيته الخطأ. قال أبو هريرة: «بلغ عمر حديثي، فأرسل إلي فقال: كنت معنا يوم كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت فلان؟ قال: قلت: نعم، وقد علمت لم سألتني عن ذلك. قال: ولم سألتك؟ قلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يومئذ: " من كذب علي متعمدا
صفحہ 213