ابو حنیفہ اور انسانی اقدار ان کے مذہب میں
أبو حنيفة والقيم الإنسانية في مذهبه
اصناف
ويذكرون عنه (البغدادي ص358) أنه وكل إلى شريك له، وهو حفص بن عبد الرحمن، متاعا ليبيعه، وأعلمه أن في ثوب كذا وكذا منه عيبا، وطلب منه أن يبين هذا العيب للمشتري؛ ولكن هذا الشريك نسي أن يظهر المشتري على العيب، ولم يعلم به من باعه، فما كان من أبي حنيفة إلا أن تصدق بثمن المتاع كله.
ويظهر أنه استمر على تجارته بعد أن علق بالعلم وبالفقه خاصة، وأقبل بهمته عليه؛ فهذا قيس بن الربيع يحدث - كما يروي الخطيب البغدادي
6 - أنه كان يبعثه بالبضائع إلى بغداد، فيشتري بها الأمتعة، ويحملها إلى الكوفة، ويجمع الأرباح عنده من سنة إلى سنة فيشتري بها حوائج الأشياخ المحدثين وأقواتهم وكسواتهم وجميع حوائجهم، ثم يدفع باقي الأرباح من الدنانير إليهم ويقول: أنفقوا في حوائجكم ولا تحمدوا إلا الله؛ فإني ما أعطيتكم من مالي شيئا؛ لكن من فضل الله علي فيكم، وهذه أرباح بضائعكم، فإنه والله مما يجريه الله لكم على يدي، فما في رزق الله حول لغيره.
اتجاهه للعلم
كان لا بد أن يتجه النعمان للعلم، ويأخذ منه بنصيب كبير؛ فقد نشأ بالكوفة وكانت ثاني المصرين العظيمين بالعراق في ذلك العصر، وكان العراق قطرا يموج موجا بأصحاب المقالات الدينية والفلسفية والآراء والنحل المختلفة، كما كان يزخر بالعلماء والفقهاء وأصحاب المعارف الإسلامية على اختلاف ضروبها.
وكان صاحبنا فتى طلعة متصلا بالناس، راغبا في المعرفة، يسعفه استعداد طيب، وطبع موات، فما لبث أن أخذ من تلك الثقافات بقدر محمود، ومال إلى مجالس العلماء يأخذ عنهم وينظر معهم ويجادل أحيانا.
وهنا، ينبغي أن نتساءل: ما العلم الذي اتجه إليه أول أمره بطلب العلم؟ وما العلم الذي أقبل عليه بكليته وقصر نفسه أخيرا عليه؟ يذكر بعض المؤرخين للفكر الإسلامي ورجالاته، أن النعمان بن ثابت طلب النحو أول أمره، ثم حملته نزعته للقول بالرأي أن يستعمل فيه القياس، فلم يتأت له؛ إذ أراد أن يجمع «كلب» على «كلوب» كما يجمع «قلب» على «قلوب»، فقيل له إنه يجب جمعه على «كلاب»، فترك النحو إلى الفقه الذي له أن يقيس فيه، بخلاف اللغة التي هي سماعية لا قياسية.
7
ويذكرون أيضا أنه «لم يكن يعاب بشيء سوى قلة العربية، ذلك ما روي أن أبا عمرو بن العلاء المقرئ النحوي سأله عن القتل بالمثقل: أيوجب القود أم لا؟ فقال: لا. كما هو قاعدة مذهبه خلافا للإمام الشافعي رضي الله عنه، فقال له أبو عمرو: ولو قتله بحجر المنجنيق؟ فقال: ولو قتله «بأبا قبيس»؛ يعني الجبل المطل على مكة حرسها الله تعالى.»
8
نامعلوم صفحہ