فما تخفى علينا خافية من هواجس ضميرك ولا تغيب عنا خالجة من خوالج طبعك، وإنك لمناضل مكبوح ومغامر محبوس، وإن نفس الزاهد منك لمقرونة بنفس السيد الذي لا يدين في الحياة لغير حكمه، ويأنف أن يموت حتف أنفه، وقد عشت هكذا في عالم الرأي آمرا لا يأمرك الحاكمون، وأبيا لا يخضعك المغلوبون، وتمنيت يوما:
من السعد في دنياك أن يهلك الفتى
بهيجاء يغشى أهلها الطعن الضربا
فإن قبيحا بالمسود ضجعة
على فرشه يشكو إلى النفر الكربا
وترددت بين القلم والسيف فقلت:
وإن العز في رمح وترس
لأظهر منه في قلم ودرج
وما أختار أني الملك يجبى
إلي المال من مكس وخرج
نامعلوم صفحہ