الناس الأولى والعصر إيماء وتضعضع الروم ونهض خالد بالقلب حتى كان بين خيلهم ورجلهم ففر الفرسان إلى الصحراء وبقي المشاة فاقتحم المسلمون خندقهم فهوى فيها المقترنون بالسلاسل والعمائم وغيرهم وقتلوا وقتل الفيقار وأشراف الروم وكان عدد من تهافت في الخندق ١٢٠. ٠٠٠ منهم ٨٠. ٠٠٠ مقرن ٤٠. ٠٠٠ مطلق سوى من قتل في المعركة من الفرسان والمشاة.
ولما انهزمت الروم كان هرقل بحمص فنادى بالرحيل عنها قريبا وجعلها بينه وبين المسلمين وأمر عليها أميرا كما أمر على دمشق.
قتلى المسلمين
أصيب من المسلمين ٣٠٠٠ منهم:
عكرمة وابنه عمرو، سلمة بن هشام، وعمرو بن سعيد، أبان بن سعيد وأثبت خالد بن سعيد فلا يدري أين مات بعد، جندب بن عمرو، الطفيل بن عمرو، طليب بن عمير، هشام بن العاص، عياش بن أبي ربيعة، سعيد بن الحارث بن قيس بن عدي السهمي، نعيم بن عبد الله النحام العدوي، النصير بن الحارث بن علقمة، أبو الروم بن عمير بن هاشم العبدري، وأصيبت عين أبي سفيان بن حرب في الموقعة فأخرج السهم من عينه أبو حثمة، وقد قاتل النساء ومنهن جويرية بنت أبي سفيان.
وقال خالد يومئذ:
الحمد لله الذي قضى على أبي بكر بالموت وكان أحب إلي من عمر والحمد لله الذي ولى عمر وكان أبغض إلي من أبي بكر ثم ألزمني حبه١.
وكان عمر ساخطا على خالد في خلافة أبي بكر كلها لوقعته بابن نويرة وما كان يعمل في حربه ولذا كان أول عمله عزل خالد، وقال لا يلي لي عملا أبدا٢، ثم إن عمر ﵁ لما رأى انتصارات خالد الباهرة وانقياد المسلمين له في جميع الوقائع واستماتتهم بين يديه خشي أن يفتتن الناس به وربما تحدثه نفسه فيشق عصا المسلمين، وروى أن عمر استدعاه بعد عزله إلى المدينة فعاتبه خالد، فقال له عمر: ما عزلتك لريبة٣ فيك ولكن افتتن بك الناس فخفت أن تفتتن بالناس.
_________
١- تاريخ الطبري: ٢/٣٣٩.
٢- تاريخ الطبري: ٢/٣٥٦، البداية والنهاية: ٧/١٨.
٣- الريب: الشك.
1 / 87