محسن :
بل لعمري إنها بالرغم مما هي فيه من نعمة تغبطها عليها الحور لتحن إلى خوارزم، وتئن كلما ذكرت أنها مقطوعة عن الأهل في هذه الدنيا، ولا سيما بعد إذ فجعت في خليل ولدها الذي رزقته من مولانا. كم مرة دخلت عليها الخدر
5
وهي تبكي لفراق أهلها وذكرى أمها فأبكتني معها.
أقطاي :
أحزنتني والله يا محسن، أيقظت بي ذكرى الأهل والوطن، لعمري إني لأحس في بعض الأحيان لهبا يندلع في فؤادي إذا تعرضت لي ذكريات الوطن.
محسن :
أشكر الله على نعمة الإسلام يا أقطاي، إنه جعل من أهله إخوة ومن أوطانه كلها وطنا لأهله.
أقطاي :
صدقت ولكن الإنسان يحب من الدنيا قطرا فبلدا، ومن البلد خطا فحارة، ومن الحارة زقاقا فبيتا، ومن البيت غرفة فزاوية، وإني لأتمنى أن أعود إلى هذه الزاوية من بيت أبي في خوارزم، أقضي بها بقية أيامي.
نامعلوم صفحہ