بين العقيدة والقيادة
بين العقيدة والقيادة
ناشر
دار القلم - دمشق
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
پبلشر کا مقام
الدار الشامية - بيروت
اصناف
والخلق هو طابع الشخصية الجوهري، والقول: إن فلانًا من الناس رجل خلوق هو أجمل مديح يصاغ له، لأن الخلق مزية شاملة تتصل ببقية المزايا بل تدخل فيها. والخلق هو الموقف الواضح والتصرف الحازم والمسؤولية الواعية والصراحة الشجاعة؛ وهو المزية النادرة التي توحي الثقة والاطمئنان، وهو أخيرًا أساس الوفاء والمهابة اللذين يستمد منهما القائد نفوذه وتأثيره.
والشجاعة ضرورية للقائد، وهي بمدلولها الواسع الثبات في المحنة والاستمرار في الجهد، ورباطة الجأش حيال الخطر. وليست الشجاعة في عدم الشعور بالخوف، بل الشجاعة في التغلب عليه.
والتغلب على الخوف هو أول نصر يتعين على القائد إحرازه: من أجله هو، ومن أجل رجاله، ومن أجل وطنه.
ومن المزايا الخلقية ميزة يمكن اعتبارها إلى حد ما خاصة بالعسكريين، ونعني بها التجرد أو انعدام الغرض. فالضباط لا يجهلون ألاَّ سبيل لهم إلى الثراء، كما لا يجهلون أن لحرفتهم متطلبات وظروفًا مادية ليس لبقية الحرف مثلها، ككثرة التنقلات وعدم استقرار الحياة العائلية، مما تنتفي معه إمكانية تربية الأولاد تربية حسنة.
يجب أن يكون للقائد فكرة واضحة عن هذا كله منذ اللحظة التي يختار فيها حرفته، وينبغي له من ثمَّ أن يحارب في ذاته المرارة والحسد.
يجب أن يتحلى القائد بالتجرد، فلا يحاول استغلال المركز المعنوي الذي يتبوأ، ولا يستمد القوة المعنوية التي يحتاج إليها إلا من إدراكه عظمة الرسالة التي يؤديها. عليه أن يكتفي براحة ضميره، وبحسن
1 / 92