من جنب رأسي هههههه، المراية حق السيارة طارت في الجو أمامي. كانت السيارة تسرع مثل الصاروخ وقوارير الخمر تكسرين، والسائق كان مثل العفريت، معه قنابل ورقمين للسيارة. لو كنت يا صفية مثل زمان كنت ششل
34
لي كرتون ههههه، لكن الحمد لله تبت.
عرفت نساء القرية من صفية ما جرى لزربة، فوجد الوطواط حكاية يتسلى بها على الرغم من بلوغه الخامسة والستين من العمر. ذهب إلى السوق يقول: الناس يهربوا ذهب، سلاح، سيارات ... وزربة يهرب خمر، عاده يؤم الناس في الصلاة، هذا غير معقول، آخر عمره يهرب خمر!
لم يصدق أهل القرية أن زربة كان مخدوعا، وأن القات واللحم كان هو الطعم الذي اصطيد به. لم يغضب زربة من زوجته بإفشاء السر لكنه عاقبها بطريقة أخرى. كانت زوجته تملك تيسا صغيرا بين أغنامها، قذف رجل التيس بحجر ولم يعد التيس قادرا على المشي، وجاء به إلى صفية يحمله بين يديه وهو ينظر إليه نظرة ذئب وذبحه.
8
جلس زربة في القرية إلى أن نفذ مال المكافأة التي استلمها من المقش، ثم عاد إلى تعز وفي الطريق ترجل من السيارة مع بعض المسافرين في سوق القطعة جوار وادي ورزان لشراء القات، ذلك الوادي الذي كان لا ينقطع عنه الماء منذ القدم وأشجاره الظليلة متنزه وأحد مصادر الخضراوات والفواكه للمدينة كغيره من الوديان الخصبة التي استبدلت جنانها بالقات. كان زربة يجلس أحيانا في رصيف شارع عصيفرة؛ لمضغ القات مع العمال، فالتقى بالسائق عبد الملك، سأله عن المقش وأخذ يعاتبه على إخفائه حقيقة عمله، لكنه سامحه فهذا هو طبع زربة، يدرك أن البطالة والحاجة هي التي دفعته إلى ذلك العمل. كان عبد الملك يشعر بالذنب بخداع زربة المسالم في طبعه والمحبوب لدى الناس من حوله، فاعتذر له وسرد له ما يعرفه عن المقش: كان عبده المقش يبيع «شمة» في رصيف شارع جمال، بعدين
35
فتح صندقه
36
Bilinmeyen sayfa