ولاح الاهتمام في عيني الرجل، واستولى عليه السرور لهذه المفاجأة التي لم يتوقعها قط، وشعر نحو الست بمودة لأول مرة في حياته وسألها: وهل وجدت ألما لا سمح الله؟
فقالت الست سنية: كلا والحمد لله، ولكني فقدت بعض الضروس والأسنان ونغض البعض الآخر.
وتضاعف سرور الدكتور، وذكر ما تهامس به أهل الزقاق من أن الست ستغدو عما قريب عروسا، فلعب الطمع بقلبه وقال: الأوفق أن تركبي طقما جديدا.
فقالت الست: هذا ما فكرت فيه، ولكن هل يلزم وقت طويل لذلك؟
فنهض الرجل واقفا واقترب منها وهو يقول: افتحي فمك.
ففغرت المرأة فاها، وتفحصه الرجل بعينين ضيقتين، ولم يجد به إلا أسنانا معدودات، فدهش وأحس ببعض الخيبة، ولكنه حذر أن يهون من خطورة عمله، فقال في تؤدة: يلزمنا بضعة أيام لاقتلاع هذه الأسنان، ولكن ربما اضطررنا إلى الانتظار ستة أشهر قبل تركيب الطقم حتى تجف اللثة وتأخذ راحتها.
ورفعت المرأة حاجبيها المزججين في انزعاج، وكانت تتوقع أن تزف إلى بعلها في بحر شهرين أو ثلاثة على الأكثر، وقالت بجزع: لا .. لا، أريد عملا سريعا، لا يتأخر عن شهر بحال.
فقال الرجل بمكر وخبث: شهر يا ست سنية؟! .. مستحيل.
فقالت المرأة باستياء: إذن مع السلامة!
فتريث الرجل قليلا ثم قال: هناك سبيل واحد إن شئت.
Bilinmeyen sayfa