فالتفت السيد نحوه وقال وقد داخله شيء من القلق: وقبل ظهور النتيجة أيضا.
فخرج الشيخ درويش من ذهوله وصمته وقال: كالصداق له مقدم ومؤخر .. إلا أنت يا ست الستات فلا صداق لك؛ لأن حبك روحي من السماء.
فتحول السيد إلى الشيخ منزعجا، ولكنه سرعان ما أدرك حين وقع بصره على زيه - الجلباب ورباط الرقبة والنظارة الذهبية - أنه من أولياء الله الصالحين، فارتسمت ابتسامة على وجهه الكروي وقال برقة: أهلا وسهلا بسيدنا الشيخ.
ولكن الشيخ درويش لم يجبه بكلمة واستغرق في ذهوله، ثم انبرى أحد تابعي المرشح قائلا: لكم ما تريدون، ولنا القسم بكتاب الله، وبالطلاق.
فقال أكثر من صوت: وجب!
وأخذ السيد فرحات يسأل الحاضرين عن تذاكرهم الانتخابية، ولما أن سأل عم كامل أجابه: ليس لي تذكرة، ولم أشترك في أي انتخاب على الإطلاق!
فسأله المرشح: أين مسقط رأسك؟
فقال بغير مبالاة: لا أدري.
وضج الجلوس بالضحك، وشاركهم السيد فرحات، ولكنه غمغم دون يأس: سأسوي هذه المسألة البسيطة مع شيخ الحارة.
وجاء فتى بجلباب، حاملا مجموعة من الإعلانات الصغيرة، فانتهز فرصة امتلاء القهوة بالجلوس وراح يفرق فيهم إعلاناته، وظن كثيرون أنها إعلانات انتخابية، فأقبلوا عليها باحتفاء مجاملة للسيد المرشح، وتناول السيد فرحات إعلانا وقرأه فإذا فيه:
Bilinmeyen sayfa