ورفع الشيخ درويش رأسه بغتة وقال دون أن يلتفت نحو المعلم: يا معلم، امرأتك قوية، فيها من الرجولة ما يعوز الكثيرين من الرجال، هي ذكر وليست بأنثى، فلماذا لا تحبها؟
وصوب المعلم نحوه عينين ناريتين وصاح في وجهه: اقطع لسانك!
وصاح أكثر من واحد من الجالسين: حتى الشيخ درويش!
وولاه المعلم ظهره صامتا، وراح الشيخ درويش يقول: هذا شر قديم، يسمونه في الإنجليزية
Homoscxuality
وتهجيتها:
H o m o s c x u a l i t y
ولكنه ليس بالحب .. الحب الحقيقي لآل البيت. تعالي يا حبيبتي .. تعالي يا ست .. أنا عاجز يا أم العواجز.
13
كانت مقابلة الأزهر فتحا جديدا في حياة عباس الحلو. عهده الحب، شعلة وهاجة تضطرم في الفؤاد، نشوة سحر تسكر العقل، شهوة تصهر الأعصاب. كان مرحا مختالا مزهوا، كأنه فارس لا يشق له غبار، أو ثمل قد أمن عوادي الخمار. وتقابلا بعد ذلك مرات، فلم يملا الحديث عن مستقبلهما. أجل بات مستقبلهما واحدا، ولم تنكر حميدة ذلك، لا في حضوره ولا في غيابه! ولكن تساءلت: ترى هل تظفر واحدة من صويحباتها بنات المشغل بخير منه؟ .. وتعمدت أن تسير معه وقت ظهورهن، وجعلت تسترق النظر إلى أعينهن الفاحصة وكأنها ارتاحت إلى ما تركه فيهن من أثر. وقد سألنها يوما عن الشاب «الذي رأينه معها» فقالت: خطيبي .. صاحب صالون حلاقة!
Bilinmeyen sayfa