Zühd, Varak ve İbadet
الزهد والورع والعبادة
Araştırmacı
حماد سلامة، محمد عويضة
Yayıncı
مكتبة المنار
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٠٧
Yayın Yeri
الأردن
Türler
Tasavvuf
وَقَالَ لَهُ فِي سِيَاق الرَّمْي بالفاحشة وذم من أحب اظهارها فِي الْمُؤمنِينَ والمتكلم بِمَا لَا يعلم وَلَوْلَا فضل الله عَلَيْكُم وَرَحمته مَا زكى مِنْكُم من أحد أبدا الْآيَة فَبين أَن الزَّكَاة انما تحصل بترك الْفَاحِشَة وَلِهَذَا قَالَ قل للْمُؤْمِنين يغضوا من أَبْصَارهم الْآيَة وَذَلِكَ أَن ترك السَّيِّئَات هُوَ من أَعمال النَّفس فَإِنَّهَا تعلم أَن السَّيِّئَات مذمومة ومكروه فعلهَا ويجاهد نَفسه اذا دَعَتْهُ اليها ان كَانَ مُصدقا لكتاب ربه مُؤمنا بِمَا جَاءَ عَن نبيه ﷺ وَلِهَذَا التَّصْدِيق والايمان وَالْكَرَاهَة وَجِهَاد النَّفس أَعمال تعملها النَّفس المزكاة فتزكو بذلك أَيْضا بِخِلَاف مَا اذا عملت السَّيِّئَات فانها تتدنس وتدنس وتنقمع كالزرع اذا نبت مِنْهُ الدغل وَالثَّوَاب انما يكون على عمل مَوْجُود وَكَذَلِكَ الْعقَاب فَأَما الْعَدَم الْمَحْض فَلَا ثَوَاب فِيهِ وَلَا عِقَاب لَكِن فِيهِ عدم الثَّوَاب وَالْعِقَاب وَالله سُبْحَانَهُ أَمر بِالْخَيرِ وَنهى عَن الشَّرّ وَاتفقَ النَّاس على أَن الْمَطْلُوب بِالْأَمر فعل مَوْجُود وَاخْتلفُوا فِي النَّهْي هَل الْمَطْلُوب أَمر وجودي أم عدمي فَقيل وجودي وَهُوَ التّرْك وَهَذَا قَول الْأَكْثَر وَقيل الْمَطْلُوب عدم الشَّرّ وَهُوَ أَن لَا يَفْعَله وَالتَّحْقِيق أَن الْمُؤمن اذا نهى عَن النكر فَلَا بُد أَن لَا يقربهُ ويعزم على تَركه وَيكرهُ فعله وَهَذَا أَمر وجودي بِلَا ريب فَلَا يتَصَوَّر أَن الْمُؤمن الَّذِي يعلم أَنه وجودي لَكِن قد لَا يكون مرِيدا لَهُ كَمَا يكره أكل الْميتَة طبعا وَمَعَ ذَلِك فَلَا بُد لَهُ من اعْتِقَاد التَّحْرِيم والعزم على تَركه لطاعة الشَّارِع وَهَذَا قدر زَائِد على كَرَاهَة الطَّبْع وَهُوَ أَمر وجودي يُثَاب عَلَيْهِ
1 / 64