Zühd, Varak ve İbadet

İbn Teymiyye d. 728 AH
156

Zühd, Varak ve İbadet

الزهد والورع والعبادة

Araştırmacı

حماد سلامة، محمد عويضة

Yayıncı

مكتبة المنار

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٠٧

Yayın Yeri

الأردن

Türler

Tasavvuf
فَهَذَا التَّقْسِيم هُوَ فِي رجل يُمكنهُ الْفِعْل لهَذَا قَالَ فعملها فَلم يعملها وَمن أمكنه الْفِعْل فَلم يفعل لم تكن ارادته جازمة فَإِن الارادة الجازمة مَعَ الْقُدْرَة مستلزمة للْفِعْل كَمَا تقدم أَن ذَلِك كَاف فِي وجود الْفِعْل وَمُوجب لَهُ اذ لَو توقف على شَيْء آخر لم تكن الارادة الجازمة مَعَ الْقُدْرَة تَامَّة كَافِيَة فِي وجود الْفِعْل وَمن الْمَعْلُوم والمحسوس أَن الْأَمر بِخِلَاف ذَلِك وَلَا ريب أَن الْهم والعزم والارادة وَنَحْو ذَلِك قد يكون جَازِمًا لَا يتَخَلَّف عَنهُ الْفِعْل الا للعجز وَقد لَا يكون هَذَا على هَذَا الْوَجْه من الْجَزْم فَهَذَا الْقسم الثَّانِي يفرق فِيهِ بَين المريد وَالْفَاعِل بل يفرق بَين ارادة وارادة اذ الارادة هِيَ عمل الْقلب الَّذِي هُوَ ملك الْجَسَد كَمَا قَالَ أَبُو هُرَيْرَة الْقلب ملك والأعضاء جُنُوده فاذا طَابَ الْملك طابت جُنُوده واذا خبث الْملك خبثت جُنُوده وَتَحْقِيق ذَلِك مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث النُّعْمَان بن بشير عَن النَّبِي ﷺ ان فِي الْجَسَد مُضْغَة اذا صلحت صلح لَهَا سَائِر الْجَسَد واذا فَسدتْ فسد لَهَا سَائِر الْجَسَد أَلا وَهِي الْقلب فاذا هم بحسنة فَلم يعملها كَانَ قد أَتَى بحسنة وَهِي الْهم بِالْحَسَنَة فتكتب لَهُ حَسَنَة كَامِلَة فَإِن ذَلِك طَاعَة وَخير وَكَذَلِكَ هُوَ فِي عرف النَّاس كَمَا قيل لأشكرن لَك مَعْرُوفا هَمَمْت بِهِ ان اهتمامك بِالْمَعْرُوفِ مَعْرُوف وَلَا ألومك ان لم يمضه قدرفالشيء بِالْقدرِ المحتوم مَصْرُوف فَإِن عَملهَا كتبهَا الله لَهُ عشر حَسَنَات لما مضى من رَحمته أَن من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر أَمْثَالهَا الى سَبْعمِائة ضعف كَمَا قَالَ تَعَالَى مثل

1 / 166