Liderler, Sanatçılar ve Yazarlar
زعماء وفنانون وأدباء
Türler
هل يستطيع الإنسان في هذه الحلقة المفرغة - التي نسميها زمنا - أن يتمرغ ويتدحرج، فيرجع إلى الماضي ويقفز إلى المستقبل؟
لا أدري! كل ما أدريه أني تدحرجت وتمرغت بخيالي ومعلوماتي خلال حلقة الزمن، وانتقلت من مكاني في عام 1961 إلى مجلس العالم الثائر المفكر! جمال الدين الأفغاني في عام 1879، ليلة نفيه من القاهرة، وقلت له وقال لي. •••
استيقظت القاهرة صباح يوم 22 أغسطس من عام 1879، ولا حديث للناس إلا عن جمال الدين الأفغاني، الرجل الذي عاش في مصر ثمانية أعوام، ينشر أفكاره الثائرة الحادة في الدين والاجتماع والسياسة بأسلوب جديد، تنطلق منه الكلمة كالقنبلة، تدوي وتنفجر!
وقد وقف إلى جانب الشعب يحضه على الثورة ضد الإقطاع والاستعمار، ووقف إلى جانب الدين يدرأ عنه الخرافات، ويحميه من جهل المنتسبين إليه، المتحدثين باسمه، الذين ظفروا بألقاب كبار العلماء، ومشايخ الإسلام، ومنعوا العلوم الحديثة من أن تدخل الأزهر الشريف؛ فالطبيعة والكيمياء كفر، والحساب والجبر زندقة، والفلسفة إفك و«سفه»! والاجتهاد في المسائل الدينية حرام، واشتغال رجال العلم بالأمور السياسية والاجتماعية بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار!
ولكن تعاليم الأفغاني كانت تيارا قويا، سارت الأمة كلها في اتجاهه، كانت الكهرباء التي مست العقول والمشاعر فأيقظتها وأثارتها. وشنت الدوائر الرسمية على الأفغاني حربا شعواء، واستعانت عليه بعلماء الدين فاتهموه في عقيدته، وكانوا يسمونه «ضلال الدين الأفغاني»، ويحذرون الطلبة من الاتصال به أو الاستمتاع إلى آرائه.
وكان خطر الأفغاني أضخم من أن يقاومه جهل الخديو، وضعف الحكومة، وسذاجة أرباب العمائم واللحى في تلك الأيام!
وأدركت تلك الدوائر أنه لا جدوى من التغلب على الأفغاني بالتشويش والمهاترة وإطلاق الألسنة في شرفه وعقيدته، الشيء الوحيد الذي يقهر الأفغاني هو اختفاؤه حيا أو ميتا!
وانطلقت الإشاعات في هذا اليوم تؤكد أن الخديو توفيق سيقتل الأفغاني، أو يسجنه، أو ينفيه.
واتجه أبناء القاهرة إلى الحي الحسيني؛ حيث الأزهر الذي كان قلعة تحصن فيها أعداء الشيخ المفكر الثائر، وحيث خان الخليلي الذي اتخذ الشيخ من بيوته سكنا يجتمع فيه بتلاميذه وأنصاره.
اتجهت جماهير الشعب إلى هناك لتلقي آخر نظرة على الرجل الذي علمهم كيف ينظرون، واقتحمت على الشيخ مجلسه؛ كان حوله الوجيه سليم الحجازي، وعبد السلام المويلحي، وإبراهيم المويلحي، والأديب عبد الله نديم، وشبان كثيرون عرفت منهم الشيخ محمد عبده، وسعد زغلول، وإبراهيم اللقاني، وعلي مظهر، وسليم نقاش، وأديب إسحاق، ويعقوب صنوع!
Bilinmeyen sayfa