449

وأولئك هم وقود النار (10) كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب (11) قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد (12) قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار (13))

( إن الذين كفروا ) عام في الكفرة. وقيل : المراد به وفد نجران ، أو اليهود ، أو مشركو العرب ( لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا ) أي : من رحمته على معنى البدلية. ف «من» في قوله : «من الله» مثل الذي في قوله : ( وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ) (1). ومثله : ولا ينفع ذا الجد منك الجد ، أي : لا ينفعه جده من الدنيا بدلك ، أي : بدل طاعتك وعبادتك وما عندك. وقيل : معناه : من عذابه شيئا ، أي : لا يدفع عنهم أموالهم وأولادهم من عذاب الله شيئا ( وأولئك هم وقود النار ) حطبها ، تتقد النار بأجسامهم.

وقوله : ( كدأب آل فرعون ) منصوب المحل بقوله : «لن تغني» أو بالوقود. والمعنى : لن تغني عنهم كما لم تغن عن أولئك ، أو توقد بهم كما توقد بأولئك ، كما تقول : إنك لتظلم الناس كدأب أبيك ، تريد : كظلم أبيك ، وإن فلانا لمحارف كدأب أبيه ، تريد : كما حورف أبوه. أو استئناف مرفوع المحل ، وتقديره : دأب هؤلاء كدأبهم في الكفر والعذاب. وهو مصدر : دأب في العمل إذا كدح فيه ، فنقل إلى معنى

Sayfa 454