183

( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين (89) بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباؤ بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين (90) وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين (91))

عن ابن عباس : كانت اليهود يستفتحون ، أي : يستنصرون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم قبل مبعثه ، فلما بعثه الله من العرب ولم يكن من بني إسرائيل كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه ، فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء : يا معشر اليهود اتقوا الله وأسلموا ، فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد صلى الله عليه وآلهوسلم ونحن أهل الشرك ، وتصفونه وتذكرون أنه مبعوث ، فقال سلام بن مشكم أخو بني النضير : ما جاءنا بشيء نعرفه ، وما هو بالذي كنا نذكر لكم. فنزلت.

( ولما جاءهم كتاب من عند الله ) يعنى : القرآن ( مصدق لما معهم ) من الكتب التي أنزلها الله تعالى قبل القرآن ، من التوراة والإنجيل وغيرهما. وجواب «لما» محذوف ، نحو : كذبوا به ، واستهانوا بمجيئه ، وما أشبه ذلك ، دل على المحذوف جواب «لما» الثانية.

Sayfa 188