فالجواب: أن الظاهر من العيد هو يوم يكون فيه إظهار السرور، واشتق له اسم العيد لأنه يعود السرور فيه. وفي الإسلام عيد الأضحى وعيد الفطر. هذا هو المعنى المشهور للعيد، ويوم الجمعة عيد للمسلمين لهذا المعنى فيه. فأما مطلق الاجتماع فلا يسمى عيدا حقيقة، ولذلك لا تسمى الأسواق أعيادا، وإن كان الناس يجتمعون لها ويعاودون الاجتماع فيها في كل أسبوع أو كل يوم، وكذلك المعارك التي يجتمع الناس فيها للقتال ولو عاودوا القتال فلا تسمى أعيادا حقيقة.
وعلى هذا، فاتخاذ القبر عيدا معناه أن يجعل مرجعا للاجتماع وملتقى لجمع الناس، يجتمعون إليه للاحتفال والسرور وإظهار الزينة، وهذا لا يناسب اللائق بمن حضر القبور، لأن اللائق به هو الحزن لتذكر الموت والآخرة وغير ذلك من أسباب الحزن. وعلى هذا فالنهي عن اتخاذ القبر عيدا مثل كراهية الضحك بين المقابر لان ذلك من شأن أهل القسوة والغلظة.
Sayfa 13