Zenobya, Tadmur Kraliçesi
زينوبيا ملكة تدمر: أوبرا تاريخية كبرى ذات أربعة فصول
Türler
ولحنها جوتوه الموسيقي الفرنسي الشهير ملحن فاوست
Faust ، ولكن روايته هذه معدودة بين سلسلة مؤلفاته الموسيقية التي لم تنل إقبال الجمهور عليها، وقد أخرجت في سنة 1862م.
أما هذه الأوپرا: (الزباء
Al-Zabba
أو
Zenobia )
1
فمستحدثة، ولا شأن لها بسيرة (ملكة سبأ) ولم يسبق تمثيلها بصورة ما، وهي مختلفة جد الاختلاف عن معظم ما كتب في بحثها سابقا من الوجهة القصصية (فضلا عن أنه لا علاقة لها كما قدمنا بسيرة ملكة سبأ أو بلقيس وإن تشابه الاسمان الأصيلان «سبأ» و«الزباء» عند الفرنجة)، وهذا الاختلاف قائم موضوعا وتاريخا وتحقيقا ومرمى: فأما الموضوع فينزع إلى الإشادة بأشرف العواطف القومية وعزة النفس والتضحية الجليلة، وأما التاريخ فهو أحدث ما نعلمه عنها مع مراعاة مقتضيات الأوپرا، وأما التحقيق فحسبي منه تجنب ذلك النوع من الخرافة الذي لا يكسب الأوپرا رونقا ولا يخدم الحقيقة المحبوبة على أي حال، وأما المرمى فهو التهذيب الفني والخلقي معا لا مجرد اللهو والتسلية بسرد قصة أو تمثيل رواية لا عبرة منها ولا جدوى، وهذه أمانة قومية في عنقي لم أغفل ولن أغفل تقديرها ما حييت.
بهذه النزعة أخذت أنظم هذه الأوپرا تقديرا لهذه الملكة العربية الجميلة التي كانت تنتسب أيضا إلى (كليوباطرة) ملكة مصر وإن كانت مثال الاستقامة والشرف، بعكس (كليوباطرة) التي دعاها (بروبوديتوس) المؤرخ الروماني «ملكة المدينة النجسة» مشيرا إلى (كانوب) مدينة الفجور القديمة برمل الإسكندرية! وقد حكمت (الزباء) زمنا على مصر وامتد ملكها امتدادا عظيما وخشي سطوتها الإمبراطور (أورليان) الروماني، ولبثت عزيزة حتى بعد أن تقلب لها الزمن وبعد أن سقطت دولتها وأسرت في سنة 273م، فقد شاءت الأقدار أن يتزوج أولادها من الرومانيين، وأن ينشأ من نسلهم رؤساء للإمبراطورية الرومانية.
وقد راعيت في وضع هذه الأوپرا - وإن كانت من طائفة الأوپرات الكبرى - أن تكون متوسطة الحجم مجاراة لحالة المسرح المصري الحاضرة؛ لأن الآمال التي كانت معقودة على تأليف فرقة مصرية كبرى للأوپرا - والتي من أجلها وضعت «أردشير
Bilinmeyen sayfa