============================================================
العلاقة بمرداويج بعد كلمة الكرماني أصبحت علاقة الرازي بمرداويج حقيقة مسلما بها في المصادر الإسماعيلية وغيرها . وقد بينا سابقا أن المناظرة بين الرازيين لم تكن بحضور مرداويج ، بل كانث في لقاء عام جمع كبار الشخصيات في الري بحضور أميرها حينئذ أحمد بن علي. ونريد أن نعود الآن إلى موضوعة علاقة الرازي بمرداويج في السنوات الخمس الأخيرة من حياته، منذ تسلم مرداويج للسلطة في الري سنة 316 حتى مقتله سنة 323 .
وقبل كل شيء، كان نظام الملك قد لاحظ أن أبا حاتم، بعد فشله في تحديد تاريخ لظهور القائم، طلبه أهل الري لقتله، "فلاذ بالفرار، ومات في مفره"، أي انه ترك الري، وتوارى بعيدا هاربا منها، ومات في أثناء هذا التواري . لكن هناك د لائل تدعو إلى استبعاد وجود ما يربطه بمرداويج. فقد كان أبو حاتم يؤمن، إيمانا يقرب من حدود التعصب المتطرف، بأفضلية العرب واللغة العربية. وهذا ما يتضح في مقدمته لكتاب "الزينة"، المكتوب كليا أو جزئيا في بغداد. ويبدو أنه حافظ على هذا الإيمان بتفوق العرب والعربية حين كان في الري أيضا، وهو ما يتضح في كتابه "أعلام النبوة" ، الذي أحال فيه بالتحديد على موقفه في كتاب "الزينة" ، تلميحا لا تصريحا.
وعلى النقيض من ذلك، كان مرداويج مقتنعا بضرورة القضاء على ملك العرب، وإحياء التراث الفارسي القديم لدى الأكاسرة. والظاهر أن هذه القناعة قدا تولدت لديه نتيجة نبوءة أطلقها أحد الكتاب لديه. يقول المسعودي "نمى إليه من كتابه ومن أطاف به من دهاة العالم وشياطينه أن الكواكب ترمي بشعاعها إلى بلاد أصفهان ، فتظهر بها ديانة ، وينصب بها سرير ملكها، وتجبى إليها كنوز الأرض ، لا وأن الملك الذي يليها يكون مصفر الرجلين، ويكون من صفته كيت وكيت، وأن مدة عمره كذا وكذا ... وقربوا إليه الزمان في ذلك وخدعوه، وتقربوا إليه بأشيا من هذه المعاني، مما مال إليه هواه، واستدناه منهم واستهواه، فأظهر أنه المصفر الرجلين الذي يملك الأرض"(1).
(1) مروج الذهب 72/4.
Sayfa 26