============================================================
وقال الكميت، فجمعه على "هجاءين"(1) : [الوافر] وضم قواصي الأقوام(2) منهم فقد رجعوا كحي واحدين(3) واحدينا: جماعة الواحد. قال الأصمعي : هذا مما يعاب به الكميت، إذا جمع الواحد "واحدين"، وإنما يجمع الواحد بغير لفظه . يقال: اثنان وثلاثة، ولا يقال "واحدون"(4).
وقال غيره: إنما جمعه "واحدين" لمكان "الحي"، لأنه جمع. والأحد يجمع على "آحاد"، على القياس. قال أصحاب الحساب في جمع الواحد: واحد آحاد، وعشرة عشرات، ومائة مثون، وألف ألوف. وهذه اللغات كلها قد جاءت عن العرب في الواحد والأحد، مثل وحاد، وأحاد، ووحيد، ووحد، وموحد، اا وأوحد. وهذا كله راجع إلى معنى الواحد، وإن كان في ذلك معان لطيفة. ولما يجو في صفة الله عز وجل إلا الواحد والأحد. وبذلك وصف نفسه عز وجل في كتابه. والواحد والأحد وغيرهما من هذه الألفاظ كلها مشتقة من الوحدة. قال: وكأن ذلك بأخوذ(5) من الحد، لأن الأشياء كلها إليه انتهاؤها، وهي محدودة كلها (1) لم بكن المصطلح الصرفي الخاص بأسماء الجموع في العربية قد استقر تماما في عصر المؤلف. فقد استخدم سيبويه في "الكتاب" مصطلح (التكسير) لجمع التكسير، لكنه بقي يسمي الجمع المذكر السالم الجمع بإضافة الواو والنون، والجمع المؤنث السالم الجمع بأضافة التاء. الكتاب 630/3 . وبعد القرن الثالث صار يطلق على الجمع السالم جمع التصيح. لكن النحويين ظلوا يستخدمون الصيغة الوصفية بتسمية الحركات الإعرابية، أي ل الواو والنون للتذكير، والتاء للتأنيث. انظر: الأنباري : الإنصاف في مسائل الخلاف 40/1 .
وفي القرن السادس، صار مصطلحا جمع المذكر والمؤنث السالم يحظيان بالانتشار. انظر: ابن الحاجب : الإيضاح في شرح المفصل 535/1 . ويستخدم المؤلف هنا عبارة (الجمع على هجاءين) للاشارة إلى الجمع المذكر السالم ، تمييزأ له عن جمع التكسير ، الذي يصفه بأنه الجمع على غير هجاءين. ولعل المقصود التعاقب بين الواو والياء في حالتي الرفع والنصب والجر. وسيعود إلى استخدام هذه الصيغة في مادة (العالم) ، حيد يميز بين جمعه بصيغة ا(العالمين) ، التي يعتبرها على هجاءين، و(العوالم) التي يعتبرها على غير هجاءين.
(2) في م : الأحياء.
(3) ديوان الكميت ص 428 .
(4) في ب : اثنين وثلاثة ولا يقال واحدين.
(5) في م : وكان ذلك مأخوذا.
Sayfa 196