============================================================
في الحالتين. ففي أثناء تعداد نشاط دعاة الإسماعيليين، يتعرض القاضي عبد الجبار المعتزلي لذكر "أبي حاتم أحمد بن حمدان الرازي الكلابي"(1) .
وكانت هذه الكلمة تقرأ في البداية "الكلائي"، لأنها غير واضحة في أصل المخطوط.
وعلى النحو نفسه ذكر نظام الملك "رجلا كنيته أبو حاتم الكينتي" . وهي كلمة لم يتوصل ناشر الأصل الفارسي للكتاب، ولا مترجمه إلى العربية إلى قراءة صحيحة لها . وقد أوقعت هذه القراءات المختلفة لهذا اللقب الباحثين في تأويلات مختلفة، فذهب بعضهم إلى أنه "الليثي"، وهو لقب يشير إلى أصوله العربية، أوا الكلاثي"، وهو أيضا لقب لقبيلة عربية من اليمن. والحال أن ياقوت يورد أن هناك عدة قرى تحمل اسم "كش"؛ منها "قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على جبل"، ول"موضع بما وراء النهر"، ولقرية من قرى أصبهان"(2) . والأرجح أن هذين القبين، "الورسناني" و"الكشي" ، يشيران إلى نشاط أبي حاتم الدعوي في هذ ه المناطق، حين صار من كبار دعاة الإسماعيلية في أواخر حياته .
الدراسسة في بغداد ستطيع أن نحدد تاريخا تقريبيا لمجيء أبي حاتم الرازي إلى بغداد من رواياته الشفوية عن كبار أساتذته فيها، وهو ينص على أنه سمع من المبرد المتوفى سنة 286، وثعلب المتوفى سنة 291، وأبي سعيد السكري المشهور أنه توفي سنة 275 . وإذا أخذنا بهذا التاريخ لوفاة السكري، فلا بد أن مجيئه إلى بغداد كان قبل سنة 275 . لكن هذا التاريخ يبدو متقدما جدا، وهناك مؤشرات كثيرة تدعو إلى استبحاده.
أولا أن هذا التاريخ لوفاة السكري هو التاريخ المشهور الذي أخذت به أغلب الروايات، لكن هناك روايات أخرى تشير إلى أنه توفي سنة 290(3). وقد وجد (1) القاضي عبد الجبار : تثبيت دلائل النبوة 346/2 .
(2) ياقوت الحموي: معجم البلدان 462/4 .
(3) نزهة الألباء ص 161، وإنباه الرواة 327/1.
Sayfa 11