أبو مسلم عبد الرحمن بن مسلم
وخرج أبو مسلم صاحب الدعوة من مرو، وكان منزله فى قرية ماخان 31، وحينما فرغ قلبه من أمر نصر كتب رسالة إلى قحطبة، فذهب إلى گرگان، وحارب نباتة ابن حنظلة الذى كان واليا على گرگان، وكان معه أربعون ألف رجل من الشام، وقتل نباتة وعدة من أبنائه كما قتل كثيرا من الناس .
وأرسل مروان جيشا لملاقاة قحطبة فى طريق شهرزور 32، وذهب إليه عمر بن هبيرة بن يزيد من الكوفة، وقدم أبو مسلم إلى نيشاپور فى صفر سنة إحدى وثلاثين ومائة، وكان عثمان بن الكرمانى بطخارستان مع أبى داود، فكتب أبو مسلم رسالة إلى أبى داود (يقول فيها):" اقتل عثمان" فقتله أبو داود، وقبل ذلك قتل أبو مسلم على بن جديع الكرمانى فى شوال سنة إحدى وثلاثين ومائة، وقبل أبى مسلم سلموا على على الكرمانى بالإمارة، وأرسل جيشا إلى قحطبة، واجتمع سبعون ألف رجل مصداقا للخبر الذى يروونه عن على بن عبد الله بن عباس إذ قال:" يأتى من المشرق سبعون ألف سيف لنصرة أهل البيت" وذهب قحطبة إلى أصفهان وحارب عامر بن ضباره وقتله وقتل الكثير من رجال جيشه فى رجب سنة إحدى وثلاثين ومائة، ثم فتح نهاوند وذهب منها إلى حلوان 33.
وبنى أبو مسلم المسجد الجامع فى مرو، وكذلك المسجد الجامع فى نيشاپور فقد منح حاكمها أبا مسلم العطايا والهبات، وكان من دهاقين نيشاپور، وقد رعا فى إقليمه أبا مسلم خير رعاية، فى الوقت الذى كان فيه أبو مسلم يدعوا سرا، وحينما طابت الأمور لأبى مسلم رد للحاكم جميله.
Sayfa 181