ما نقدرش نبني، وفيه حاجات كتيرة بنقدر نبنيها، فيه بيوت جميلة بتتبني ويسكن فيها ناس محترمين، فيه بيوت زي القصور بتنبني للناس المحترمين الغاليين، اللي تمنهم غالي قوي، مش زي قطع الغيار الرخيصة، بني آدمين كل حتة فيهم غالية؛ بيوتهم غالية، هدومهم غالية، ضوافرهم غالية، اللون اللي بيدهنوا بيه ضوافرهم غالي، كحتهم غالية؛ الواحد منهم يكح كحة واحدة بس ويصرف عليها الآلافات. فيه فلوس مش مفيش يا شرف الدين، لكن هي فين ومع مين وبتندفع في إيه؟ فيه أولويات للدفع يا شرف الدين، أولويات. مش عارف أولويات يعني إيه؟ باين عليك ما درستش تخطيط. (شرف الدين شاردا صامتا.)
توفيق :
سرحان في إيه يا شرف الدين؟
شرف الدين :
برضه أنا متأكد إن الدكتور غير دول كلهم؛ د. فهيم لا يمكن يسيب الزرقا بين العمال في المصنع ويسكت، لا يمكن يسيبني أنا (يسكت لحظة)
لا يمكن يسيبني أنا كمان أروح المصنع وهو عارف إن فيه زرقا، كان على الأقل ينبهني. صدقني يا توفيق لازم تصدقني، أنا متأكد من د. فهيم، أعرفه أكتر ما اعرف نفسي، أقسم لك بشرفي وحياتي، أقسم لك بكل ذرة من وجودي وكل فكري وكل قلبي إن د. فهيم إنسان مختلف عن اللي انت بتصوره، إنسان مختلف، لا يمكن يسبني أروح المصنع وهو عارف إنه بيعرض حياتي للخطر، كان على الأقل يقولي أو ينبهني عشان آخد احتياطي. (توفيق يسكت طويلا مفكرا متأثرا.)
توفيق (بصوت رقيق) :
كلامك خلاني اتلخبط، يمكن صحيح مفيش زرقا يمكن، مش ممكن! فهيم يكدب ويكدب عليك بالذات في حاجة خطيرة زي دي، أنا قربت اعتقد فعلا إنه مش ممكن يكدب، إيمانك القوي بيه عداني، الإيمان القوي زي المرض المعدي، أنا ابتديت أحس إن اللي أنا شفته بعيني في الميكروسكوب مش الزرقا، أنا حاسس دلوقت براحة، يمكن لأول مرة أحس بالراحة دي، تستعجب يا شرف الدين لو قلت لك إن الراحة اللي أنا باحسها دلوقت عمري ما حستها أبدا، لأ وانت صادق حسيتها مرة واحدة بس لما شفت اسمي في كشف الناجحين في نهائي الطب، حسيت إن عبء كبير بيتشال من على أكتافي وحسيت براحة، لأ برضه ما كانتش زي دي، فاكر إني اتضايقت ساعتها لأني ما كنتش من الأوائل وعرفت إن النيابة في القصر العيني راحت مني (يسكت لحظة مفكرا)
لكن أنا متأكد إني حسيت الإحساس ده مرة قبل كده، امتى وفين مش فاكر بالظبط، أيوه افتكرت (يبتسم لنفسه)
كنت في أولى طب وأول ليلة أروح فيها لواحدة ست، حسيت زي ما يكون جسمي ده تقل جسمي كله بينشال من على كتافي، (يسكت لحظة)
Bilinmeyen sayfa