لم يكن موضوع المد والجزر ليفوت فيلسوف العرب الأول أبو إسحاق الكندي، فقد أفرد له رسالة كاملة لمناقشة سبب هذه الظاهرة وقدم نظريته الخاصة بذلك. وقد شرح وعلق وترجم هذه الرسالة إلى اللغة الألمانية مؤرخ العلوم الألماني إيلهارد فيدمان.
1 (1) المبحث الأول: التعريف بالمؤلف
أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن الصباح الكندي (توفي نحو 260ه/نحو 873م) فيلسوف العرب والإسلام في عصره، وأحد أبناء الملوك من كندة. وقد نشأ في البصرة ثم انتقل إلى بغداد، فتعلم واشتهر بالطب والفلسفة والموسيقى والهندسة والفلك. وقد حظي عند المأمون عندما استلم الخلافة - ومن ثم المعتصم - بمنزلة كبيرة.
2
وقد قال عنه ابن النديم: «فاضل دهره وواحد عهده في معرفة العلوم القديمة بأسرها.»
3 (2) المبحث الثاني: أعماله
ألف الكندي وترجم وشرح كتبا كثيرة، يزيد عددها على ثلاثمائة. لن نأتي هنا على ذكرها وإنما سنحيل إلى المصادر التي تناولتها.
4 (3) المبحث الثالث: تعريف بالرسالة
في الواقع تعد رسالة الكندي هذه واحدة من أهم رسائله. إذ بدأ فيها الكلام عن المد وأنواعه - الطبيعي والعرضي - واستطرد من ذلك إلى الكلام عن عيون الماء وأنواعها، وكيفية تكوينها، وعن أنواع المياه الظاهرة على وجه الأرض والباطنة فيها، وعن أحوالها وقوانين نشأتها واستحالتها، ثم تكلم عن بعض الأجرام السماوية وسرعتها وأحجامها وبعدها عن الأرض، وعن فعلها فيما على ظهر الأرض، ويتكلم عن المد وأنواعه وأنواع الاضطراب الناشئة في المياه البحرية والبرية بسبب التعفن والنتن، وينتهي بالكلام عن المد والجزر بمعناهما العادي. (4) المبحث الرابع: توثيق النسخة المعتمدة في التحقيق وأوصافها
لقد حصلنا على نسخة مخطوطة من هذه الرسالة من مكتبة آيا صوفيا، وهي موجودة ضمن مجموع من الصفحة (153ظ-157و).
Bilinmeyen sayfa