قال المبرد: واللكنه أن يعترض على الكلام اللغة الأعجمية والعقله التواء اللسان عند إرادة الكلام والحبسه تعذر الكلام عند إرادته والألف الذي يدخل حرفا على حرف والغنة أن يشرب الحرف صوت الخيشوم والخنة أشد منها والترخيم حذف بعض الكلمة والعكلة والحكلة العجمة.
وقوله: يشرب من الشربه وهو أدنى شيء يخالف معظم اللون منه يقال أشرب فلان حمرة إذا خالط لونه أدنى شيء من حمره.
قال الازهري: فهذه جملة ما يقع في اللسان والكلام من الفساد وتكره امامة من به شيء منها١.
قال الشافعي: ﵀: "وان أم امي بمن قرأ اعاد القارئ".
اراد الشافعي: بالامى ها هنا الذي لا يحسن قراءة القران والأمي في كلام العرب الذي لا يكتب ولا يقرأ المكتوب واكثر العرب كانوا أميين قال الله ﷿: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ﴾ ٢ وكان النبي ﷺ أميا وكان مع ذلك حافظا لكتاب الله ﷿ فكانت آية معجزة ومعنى أميته أنه لم يكن يحسن الكتابه ولا يقرؤها فقرأ على أصحابه العرب أقاصيص الأمم الخالية على ما أنزلها الله ﷿ عليه ثم كررها على فريق بعد فريق بألفاظها لا بمعانيها وليس في عرف الإنسان أن يسرد حديثا أو قصه طويله ثم يعيدها إذا كررها بالفاظها ولكنه يزيد وينقص ويغير الألفاظ وعرف الإنسان عادته وما يعرفها.
وقوله: يسرد الحديث أي يتابعه ويقال فلان يسرد الصيام أي يتابعه ومنه سرد الزرد إنما هو وصل بعض الحلق ببعض قال: فاضطرت هذه الآية المعجزة القوم إلى الإقرار بنبوته وإن القران الذي تلاه عليهم من عند الله وأن الله ثبت به فؤاده وحفظه عليه قال الله ﷿ يذكر هذه الآية يلزمهم الحجة بها ويخاطب نبيه ﷺ
_________
١- انظر: "الكامل" للمبرد "٢ / ٢٢١" وما بعدها وخلق الإنسان للأصمعي "١٩٧" ولثابت "١٨٤" وللزجاج "٣١" وفقه اللغة "١٠٩" والمخصص "١ / ١٥٧" وغاية الإحسان في خلق الإنسان "١٣١ – ١٣٣" وغيرها كثير.
٢- سورة الجمعة الآية ٢
1 / 76