ومنه قول النابغة:
"لها ميم١ يستلهونها بالجراجر٢"
أي يبتلعونها بالحناجر والمضبب بالفضه من الأقداح الذي قد أصابه صدع أي: شق فسويت له كتيفة عريضة من الفضه فأحكم الصدع بها والكتيفه يقال لها: الضبه وجمعها الضباب وقد ضبب فلان قدحه بضببه٣، إذا لأمه بها ومن هذا قيل لطلع النخل قبل انشقاقه وتفلقه عن الاغريض الذي في جوفه ضبه وجمعها: ضباب وضبات قال الشاعر:
يطفن بفحال كأن ضبابه ... بطون الموالى يوم عيد تغدت٤
أراد بالفحال فحل النخل الذي يؤبر بثمره ثمر الإناث وضبابه ما أخرج من طلعه قبل انشقاقه.
قال الشافعي: ﵀: "وأحب السواك عند كل حال تغير فيها الفم الاستيقاظ من النوم
والأزم"٥. والأزم: خفض معطوف على
_________
١- على هامش المخطوط: "اللهاميم: السادات".
٢- عجز بيت وصدره كما في "الديوان": ص ٦٦":
عظام اللهي، أولاد عذرة إنهم..........................
من قصيدة يسرد فيها ما وقع بينه وبين النعمان عندما أراد أن يستولي على بني حن بن حزام من بني عذرة فنهاه النابغة عن غزوهم فلما أبى النعمان أرسل النابغة لقومه يخبربهم بغزو النعمان ويأمرهم أن يمدوا بني حن ففعلوا فهزموا غسان فقال النابغة:
لقد قلت للنعمان يوم لقيته ... يريد بني حن ببرقة صادر
تجنب بني حن فإن لقاءهم ... كريه وإن لم تلق إلا بصابر
عظام اللهي،. . . . . . . ... . . . . . . . . . . بالحناجر
ويستهلونها: يبتلعونها.
٣- على هامش المخطوطة: خ" بضبة..
٤- اختلف في نسبه هذا البيت فقد نسبه ابن منظور في " اللسان" [ضبب] إلى البطين التيمى وكان وصافا للنخل.
ونسبه الزمخشري في " الأساس " [ضبب] إلى سويد بن الصامت.
والبيت بلا نسبة في " إصلاح المنطق " وتهذيبه ٢ / ١١٧" واللسان [فحل] والمقاييس ٣ / ٣٥٨" وتهذيب اللغة ١١ / ٤٧٦"
٥- مختصر المزنى ١/٤".
1 / 22