ويقال: ثوب الداعي إذا دعا مرة بعد أخرى وقالت جنوب الهذليه:
وكل حي وإن طالت سلامته
يوما له من دواعي الموت تثويب١
قال الشافعي: ﵀: "وأحب أن يكون المؤذن صيتا وأن يؤذن مترسلا بغير تمطيط ولا بغي فيه وأن تكون إقامته إدراجا مبينا"٢
فالصيت بوزن السيد والهين وهو الرفيع الصوت وهو فيعل من صات يصوت كما يقال للسحاب الماطر صيب وهو من صاب يصوب ويقال: ذهب صيت فلان في الناس أي ذهب ذكره وشرفه.
وأما الصوت فهو الذي يسمعه الناس والمترسل هو الذي يتمهل في تأذينه ويبين كلامه تبيينا يفهمه من يسمعه وهو من قولك جاء فلان على رسله أي: على هينته غير عجل ولا متعب لنفسه.
والتمطيط: الافراط في مد الحروف يقال: مط كلامه إذا مده فإذا افرط فيه فقد مططه والبغى فيه أن يكون رفعه صوته يحكى كلام الجبابره والمتكبرين المنفيهقين.
وأصل الفهق: والصواب أن يكون صوته بتحزين وترقيق ليس فيه جفاء كلام العرب ولا لين كلام المتماوتين والبغى في كلام العرب الكبر والبغى الظلم والبغى الفساد وكل شيء ترامى إلى فساد فقد [بغى] ٣ يقال: قد بغى فلان ضالته إذا طلبها.
وأما إدراج الاقامه: فهو أن يصل بعضها ببعض ولا يترسل فيها ترسله في الاذان.
_________
١- رواية البيت في "ديوان الهذليين" وشرح أشعارهم:
وكل حي وإن طالت سلامتهم
يوما طريفهم في الشر دعبوب
وانظر: "ديوان الهذليين" "٣ / ١٢٤" وشرح أشعارهم للسكرى "٥٧٨" وتخريج البيت في "١٤٤٢ – ١٤٤٣".
والدغبوب: الطريق المسلوك الموطوء للناس.
٢- مختصر المزنى "١/٦٢".
٣- ما بين المعقوفين سقط بالمخطوط واستدركه من سياق الكلام.
1 / 56