İsyan Edan Lider Ahmet Urabi
الزعيم الثائر أحمد عرابي
Türler
ويقول الكولونيل «سبتان» عن هذه المعركة: إن الجنرال «أليزون» كان يقود الإنجليز فيها وأن عددهم كان ألفي مقاتل، وأن الجنرال «أليزون» كان لا يفتأ يناوش العرابيين حول الإسكندرية كل يوم، لكي يوهمهم أن الجيش البريطاني قد اتخذ الإسكندرية قاعدة للزحف، في حين أن خطته الحقيقية هي الزحف من ناحية الإسماعيلية، وبذلك يشغلهم عن تحصين التل الكبير ومواقع الدفاع في الشرق. (4) واقعة عزبة خورشيد
وهاجم الإنجليز مقدمة الجيش المصري في كفر الدوار يوم 7 أغسطس، إذ تقدم جناحهم الأيسر من الرمل على جسر ترعة المحمودية، وتقدم الجناح الأيمن بطريق السكة الحديد من القباري ... وجاء القلب من طريق كوبري المحمودية، فلما التقوا بالمصريين صمد هؤلاء لقتالهم ودافعوهم دفاعا مجيدا، إذ انبرى للميسرة البكباشي محروس أفندي يقود أورطته، وأبلى في قتالهم بلاء حسنا وجرح أثناء المعركة، وصمد للقلب والميسرة البكباشي محمد أفندي فودة ومعه أورطة أخرى من الجنود، واشتد القتال في هذه الناحية واستمرت المعركة نحو أربع ساعات، انتهت بتقهقر الإنجليز منهزمين، وسار المصريون على أثرهم حتى حجبهم الظلام عنهم ... وقتل من المصريين في هذه الواقعة تسعة من الجنود وصف الضباط وضابط واحد، وجرح منهم اثنا عشر جنديا وضابطان ... أما خسائر الإنجليز، فكانت أكثر عددا من خسائر المصريين. (5) الاستعداد للمعارك الكبرى
وبعد وقوع معركتي 5 و7 أغسطس سنة 1882 المتقدم ذكرهما، استمر ورود الأمداد إلى الإنجليز في الإسكندرية، آتية من مالطة وقبرص وجبل طارق وإنجلترا ... فاجتمع حوالي 9 أغسطس سنة 1882 في المدينة وضواحيها نحو أربعة عشر ألفا من المشاة، وثلاث فصائل من الفرسان و940 جنديا من المدفعية، و540 من المهندسين، وكثير من القائمين على خدمة الجسور والتلغراف والسكك الحديدية، وظل المدد يرد على الإسكندرية والسويس حتى بلغ عدد الجيش البريطاني قبيل معركة التل الكبير 50600 مقاتل.
أما الجيش المصري النظامي فلم يكن يزيد على 19000 مقاتل موزعين بين مختلف المواقع، منهم 8000 في كفر الدوار، و3500 بأبو قير، و2500 في رشيد، و5000 في دمياط، وقد انضم إلى هذا الجيش عدد من المتطوعين والعربان، ولكن الوقت لم يكن يسمح بتدريبهم على الحركات النظامية، فلم تكن منهم فائدة. ويقول جون نينيه الذي شهد هذه الحوادث: «إن وجود العربان من مشاة وركبان في كفر الدوار لم تكن له فائدة ما للجيش، بل كان ضررهم أكثر من نفعهم لعدم اعتيادهم حركات الجيوش النظامية.» وقال المستر بلنت: «إن الجيش المصري بأكمله لم يكن يزيد على 13000 جندي نظامي، منهم 8000 في كفر الدوار، أما المجندون الجدد فلم يكونوا بعد أكفاء للقتال.»
ويقول جون نينيه أيضا: «إن الصحف الإنجليزية كانت تبالغ في عدد الجيش المصري بكفر الدوار ، وتبلغه إلى 47000 مقاتل على حين أنه دون هذا العدد بكثير.»
فالإحصاء الصحيح هو ما ذكره جون نينيه. وفي الحق أن الوقت لم يكن يتسع لزيادة عدد الجيش إلى أكثر من هذا العدد، فقد كان سنة 1881 لا يزيد على 11300 جندي (عدا الجنود المرابطة في السودان) ثم زيد نظريا في سنة 1882 إلى 17700 لكن عدده الحقيقي كان أقل من ذلك كثيرا.
ويقول عرابي في مذكراته: «إن الجيش المصري عند ابتداء القتال كان مؤلفا من ثمانية آلايات من المشاة، وثلاثة آلايات من الفرسان، وآلايين من الطوبجية البرية، وثلاث آلايات من طوبجية السواحل - المنوط بهم حماية الثغور - وفرقة من رجال الهندسة، وإن مجموع ذلك في حالة استكمال الفرق والآلايات 36000.» وهو إحصاء نظري لا يمكن التعويل عليه؛ لأن المعروف أن الفرق والآلايات لم تستكمل قط عددها، بل كان بعضها لا يبلغ نصف عدده الرسمي.
والظاهر أن عرابي كان يميل بعد هزيمة التل الكبير، وفي خلال محاكمته إلى المبالغة في عدد الجيش المصري؛ لكي يتخذ الدفاع عنه من ذلك دليلا على رغبته في حقن الدماء، مع وجود العدد الوافر لديه من الجند لاستمرار القتال، وسجل عرابي في مذكراته أنه كان بالقاهرة قبل ابتداء القتال مصنع للأسلحة، ومعمل للبارود، وآخر في بولاق لصب المدافع، ودار صناعة عظيمة لعمل البنادق والمدافع أنشئت في طرة ... ولكنها لم تكمل قبل نشوب الحرب.
يتضح لك من هذا البيان أن عدد الجيش الإنجليزي كان يزيد على ضعف عدد الجيش المصري ... وهذا وحده كان نذيرا بسوء العاقبة. وقد جعل الفريق راشد باشا حسني قائدا لخطوط الدفاع في الشرق، وخورشيد باشا طاهر على رشيد وأبو قير، وعلي باشا الروبي على مريوط، وعبد العال باشا حلمي على دمياط، ومحمود سامي باشا البارودي قائدا لمواقع الصالحية، وطلبة باشا عصمت قائدا لفرقة كفر الدوار تحت إمرة عرابي.
واعتزم عرابي زيادة عدد الجيش، فرأى أن أقرب الوسائل إلى هذه الزيادة تجنيد الخفراء في سائر المديريات، لمرانهم على الحركات العسكرية من قبل، فأصدر منشورا في 12 أغسطس سنة 1882 بتجنيد 25 ألفا يؤخذون من الخفراء، ويحل محلهم غيرهم في المحافظة على الأمن ، ووزع هذا العدد على المديريات كافة، وأرسل إلى المديرين يستحثهم على سرعة تجنيد هذا العدد، وبين حاجة الدفاع إلى ذلك.
Bilinmeyen sayfa