Yutubiyya: Çok Kısa Bir Giriş
اليوتوبية: مقدمة قصيرة جدا
Türler
قال مانهايم إن الأفكار التي نحملها، والطريقة التي نفكر بها، والمعتقدات المترتبة تتأثر جميعها بموقفنا الاجتماعي. وعلى وجه الخصوص، أطلق على معتقدات متقلدي السلطة أيديولوجية، ومعتقدات من أملوا في الإطاحة بالنظام يوتوبيا. وفي كلتا الحالتين، أخفت معتقداتهم أو حجبت واقع مواقفهم. منعت الأيديولوجية متقلدي السلطة من أن يعوا أي نقاط ضعف في موقفهم، ومنعت اليوتوبيا من خارج السلطة من أن يعوا صعوبات تغيير النظام، وكلتاهما منعت أتباعها من رؤية مواطن القوة في موقف الآخر.
كان من عادة مانهايم أن يضم معا مقالات قد كتبها في فترات مختلفة دون مراجعة منهجية؛ ما أدى إلى تناقضات في المفاهيم الرئيسية، لكن الطبعة الألمانية من عمله «الأيديولوجية واليوتوبيا» استقبلت باعتبارها حدثا فكريا كبيرا عندما نشرت في عام 1929، وصاحبتها مراجعات نقدية متحمسة وبالغة السلبية على حد سواء. وفي إعادة كتابته للكتاب باللغة الإنجليزية، الذي صدر في عام 1936، والذي كان موجها للجمهور الأكاديمي المتحدث باللغة الإنجليزية، حذف مانهايم التوطئة وقائمة المحتويات المفصلة جدا، وأضاف مقالات ومقدمة إلى علم اجتماع المعرفة. لم تحمل الطبعة الألمانية عنوانا فرعيا. أما الطبعة الإنجليزية، فحملت عنوانا فرعيا هو: «مقدمة إلى علم اجتماع المعرفة»، وكان جزء كبير من المادة المضافة مخصصا لشرح علم اجتماع المعرفة، ووضع المادة المراجعة من الطبعة الألمانية في ذلك السياق.
في كتابه «الأيديولوجية واليوتوبيا»، يقول مانهايم بأن الأيديولوجية واليوتوبيا نتيجة للصراع السياسي. وكتب يقول:
يعكس مفهوم «الأيديولوجية» اكتشافا نبع من الصراع السياسي، وهو أن المجموعات الحاكمة يمكن أن تصبح في تفكيرها شديدة الاهتمام بمصلحتها في أحد المواقف، لدرجة أنها لم تعد تستطيع رؤية حقائق معينة من شأنها أن تقوض إحساسها بالسيطرة ... ويعكس مفهوم التفكير اليوتوبي الاكتشاف المقابل النابع من الصراع السياسي، وهو أن مجموعات مقهورة معينة مهتمة، بقوة، فكريا بتغيير وضع معني بالمجتمع، حتى إنهم عن جهل منهم لا يرون في هذا الوضع سوى العناصر السلبية فقط، فلا يقدر تفكيرهم على التشخيص السليم للوضع الحالي للمجتمع. إنهم غير معنيين على الإطلاق بما يوجد فعليا على أرض الواقع، بل يسعون بالفعل في تفكيرهم إلى تغيير الوضع الحالي.
ولكن كما قال عالم اللاهوت بول تيليخ في مراجعة نقدية للطبعة الألمانية من كتاب مانهايم الذي صدر في عام 1929: «يدرك المؤمن باليوتوبية أن أفكاره ليست واقعية، لكنه يؤمن أنها ستصبح أمرا واقعا. أما الشخص الذي لديه أيديولوجية، فعادة ما لا يدرك ذلك.»
بينما يبدو أن مانهايم يؤكد على نحو كبير على أهمية الأيديولوجية، فكثيرا ما يشير إلى أهمية اليوتوبيا، ويزعم أن اليوتوبيا أهم من الأيديولوجية، فيقول:
في حين أن انحسار الأيديولوجية لا يمثل كارثة إلا لطبقات معينة، ودائما ما تتخذ الموضوعية المستمدة من نزع الأقنعة عن الأيديولوجيات شكل إيضاح الذات بالنسبة للمجتمع ككل؛ فالاختفاء التام للعنصر اليوتوبي من الفكر والفعل الإنسانيين سيعني أن الطبيعة الإنسانية والتطور البشري سيكون لهما طابع جديد تماما. واختفاء اليوتوبيا يؤدي إلى جمود الأوضاع التي في ظلها لا يعدو الإنسان نفسه كونه أحد الأشياء.
ورغم تناول بعض الباحثين لكل من الأيديولوجية واليوتوبيا معا، وتقديم بعضهم مساهمات كبيرة في فهمنا لإحداهما أو الأخرى، فإنه بعد مانهايم، استخدمت الكلمتان غالبا على نحو منفصل. لكن الفيلسوف الفرنسي بول ريكور في محاضراته، التي ألقاها عام 1975 حول الموضوع، أعاد الربط بينهما. قال ريكور إن الأيديولوجية واليوتوبيا لهما سمات إيجابية وسلبية على حد سواء؛ فالشكل السلبي من الأيديولوجية تشويه الواقع، ومن اليوتوبيا فانتازيا. والجانبان الإيجابيان للأيديولوجية هما: «تبرير الأوضاع القائمة» و«إدماج الأفراد في هوية الجماعة.» أما الجانبان الإيجابيان الموازيان لليوتوبيا، فهما «تقديم شكل بديل للسلطة» و«استكشاف الممكن».
شكل 7-2: كان بول ريكور (1913-2005) فيلسوفا فرنسيا يعتبر من أبرز فلاسفة النصف الثاني من القرن العشرين. من عام 1968 حتى 1992، عمل أستاذا لعلم اللاهوت الفلسفي بكرسي جون نوفين بجامعة شيكاجو؛ حيث أعطى سلسلة من المحاضرات حول الأيديولوجية واليوتوبيا والعلاقة بينهما.
فالأيديولوجيا تحكي قصة؛ قصة تبرر أو تشرعن وجود ومعتقدات جماعة ما، وهي بذلك تعطي هوية لتلك الجماعة، لكن القصص هي تشويهات لما حدث فعليا، ومن المهم «كشف النقاب» عن هذا التشويه.
Bilinmeyen sayfa