Yutubiyya: Çok Kısa Bir Giriş
اليوتوبية: مقدمة قصيرة جدا
Türler
تلقت كتب «الإمبراطورية» (2000) و«الجموع» (2004) و«الثروة المشتركة» (2009) للباحث الأدبي الأمريكي مايكل هاردت (المولود عام 1960)، والمنظر السياسي الإيطالي الراديكالي أنطونيو نيجري (المولود عام 1933)؛ تأييدا، وتعرضت للهجوم من كل من اليسار واليمين، ومن مؤيدي العولمة ومناهضيها؛ ففي «الإمبراطورية» يقولان إن الدولة القومية قد بطلت، ونتج عنها «شكل عالمي جديد للسيادة» لا يقوم على أساس إقليمي. ويؤكدان على أن ما نطلق عليه إمبراطورية هو مرحلة ضرورية في التطور، وهو ما يشبه تأكيد ماركس على أن الرأسمالية مرحلة ضرورية في التطور نحو الشيوعية، وكما أن الرأسمالية كانت أفضل من أشكال المجتمع السابقة، فإن «الإمبراطورية» أفضل من السيادة على أساس قومي. ورغم أن بعض الحجج المساقة في كتاب «الإمبراطورية» قد عفا عليها الزمن، من منطلق أنه لم يعد من الممكن رؤية الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها القوة العظمى الوحيدة ذات «الهيمنة على استخدام القوة العالمي»؛ فهذا يعدل وحسب من التفاصيل، لا من حجة المؤلفين الأساسية.
كما أنهما يسيران على خطى ماركس في قولهما بأن «الإمبراطورية»، شأنها شأن الرأسمالية، تحمل في طياتها بذور دمارها، وهو ما يطلقون عليه في هذه الحالة «الجموع»، التي يمكن تشبيهها تقريبا - لكن ليس تماما - بالحركة العالمية المناهضة للعولمة. وفي «الثروة المشتركة»، يركزان على «المشاعات» التي يحددانها على نحو واسع لتشمل الأرض ومواردها، و«مخرجات الإنتاج الاجتماعي الضرورية من أجل التفاعل الاجتماعي والمزيد من الإنتاج، مثل المعارف واللغات والشفرات والمعلومات والعواطف وهكذا.» ويقولان إن ذلك لا ينبغي أن يكون ملكية لجماعة أو لدولة مهيمنة، بل يكون متاحا للاستخدام العام، كما كانت الأرض في الكثير من التقاليد.
من الممكن أن تكون مؤيدا للعولمة وتعارض عملية العولمة الحالية. على سبيل المثال، من منظور مختلف تماما، يهاجم جوزيف إي ستيجلتز (المولود عام 1943) - الذي شغل منصب نائب أول رئيس للبنك الدولي وكبير الخبراء الاقتصاديين به، وتقاسم جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2001 - بقوة العولمة التي تجري حاليا من منظوره كشخص مؤمن بأن العولمة يمكن أن تكون قوة إيجابية.
وهذا يطرح النقطة المهمة الأخيرة؛ وهي أن نظرتك للعولمة واليوتوبيا تتوقف على موقفك: إن كنت لا يزال لديك دخل، فستتمكن من شراء سلع معينة بسعر أرخص؛ لأن آخرين خسروا وظائفهم، وهذه هي الطريقة التي ينظر بها مؤيدو عولمة السوق إلى الأمر. لكن فكر في التأثير غير المباشر لخسارة تلك الوظائف على المحال والمقاهي والحانات التي تحصل على أغلب دخلها من الذين فقدوا وظائفهم؛ فمالكو الأعمال الصغيرة يخسرون أعمالهم ويخسر موظفوهم وظائفهم، والأماكن التي ينفقون فيها أموالهم تتأثر كذلك، ويفقدون منازلهم جراء عدم قدرتهم على سداد الرهون العقارية، وتفلس البنوك، كما شاهدنا في عامي 2008 و2009، وهكذا.
ومثل تلك الأشياء تعني أنه من الأصعب بكثير بالنسبة للناس أن يروا أنفسهم شخصا واحدا من أن يروا أنفسهم يتنافسون من أجل البقاء، وهو بالضبط ما يريده مؤيدو عولمة السوق. لكني أعتقد أنه لا تزال هناك إمكانية يوتوبية في العولمة، لكنها يجب أن تأتي من الحركة العالمية المناهضة للعولمة من خلال بناء مساحات من الأمل محليا، وذلك حسب قول ديفيد هارفي (المولود عام 1933)، عالم الجغرافيا والمنظر الاجتماعي. لن نقضي على الفقر بالشعارات. لن ينجح الأمر إلا بالتوقف عن خداع الناس بالعبارات الرنانة، وبناء مجموعات معارضة تستطيع أن تفعل شيئا على أرض الواقع.
الفصل السابع
اليوتوبيا والأيديولوجية
صك المفكر الفرنسي أنطوان دستوت دي تراسي (1754-1836) كلمة «أيديولوجية» في عام 1794 تقريبا؛ لتصف ما كان يأمل أن يكون علما جديدا للأفكار. لم ينتشر قط هذا الاستخدام، إلا أن الكلمة استخدمها آخرون، غالبا، كتوصيف سلبي للطرق التي يضلل بها الناس أنفسهم وغيرهم من خلال معتقداتهم. بالتأكيد صكت كلمة «يوتوبيا» قبلها بوقت طويل، لكن آل الأمر بالكلمتين إلى أن أصبحتا مرتبطتين رغم أن هذا يمكن أن يكون مربكا بعدة طرق. وقد أطلق على القرن العشرين «عصر الأيديولوجية»، واستخدمت اليوتوبيا استخدامين: باعتبارها مقابلا للأيديولوجية، وفي نفس الوقت باعتبارها مرادفا لها. فعلى سبيل المثال، عندما بدأت الشيوعية - إحدى أهم أيديولوجيات القرن العشرين - في الانهيار، كان كثيرا ما يطلق على ذلك نهاية اليوتوبيا.
كان كارل مانهايم أول من ربط بين اليوتوبيا والأيديولوجية في كتابه الصادر باللغة الألمانية، المنشور في عام 1929، «الأيديولوجية واليوتوبيا»، والذي أعاد كتابته باللغة الإنجليزية تحت عنوان «الأيديولوجية واليوتوبيا: مقدمة إلى علم اجتماع المعرفة»، وظهر في عام 1936، لكنه كان مختلفا تماما عن الكتاب الأصلي. كانت الأيديولوجية واليوتوبيا عند مانهايم أساسيتين في فهمه لكيفية وسبب تفكير الناس بالطريقة التي يفكرون بها، وكان يبحث عن مفاهيم غير تقييمية تتيح له دراسة المسألة بموضوعية.
شكل 7-1: كان كارل مانهايم (1893-1947) عالم اجتماع ولد في المجر، واختار أن ينفي نفسه إلى ألمانيا ليتجنب قسوة النظام الشيوعي المتزايدة ببلده، ثم إلى إنجلترا لتجنب النظام النازي في ألمانيا. كان المؤسس الرئيسي لعلم اجتماع المعرفة. وجمع كتابه «الأيديولوجية واليوتوبيا» (1929) بين مصطلحي «الأيديولوجية» و«اليوتوبيا» بوصفهما طريقتين مختلفتين لفهم العالم.
Bilinmeyen sayfa