Yutubiyya: Çok Kısa Bir Giriş
اليوتوبية: مقدمة قصيرة جدا
Türler
أرى أن المسرح والأداء الفني يمكن أن يعبرا معا عن مستقبل مشترك؛ مستقبل أكثر عدالة وإنصافا، مستقبل يمكننا جميعا أن نشارك فيه على نحو متساو أكثر، مستقبل يحفل بفرص أكبر للحياة الكاملة، وللمساهمة في صنع الثقافة.
يوجد الكثير من مثل تلك اللحظات، وفي حين أننا نعلم أن العرض القادم قد لا يبلغ نجاح سابقه، فمعرفة أن الأمر ممكن وأن المشاعر التي يطلقها عندما يجري هي الأمر المهم. وهذا مهم من نواح ربما تكون سياسية؛ لأن الرضا في تلك اللحظة يمكن أن يتسرب خارج مكان الأداء ليلقي الضوء على الاستياء الذي نشعر به في الحياة اليومية.
والاستياء هو بداية اليوتوبية، واليوتوبية في النهاية تدور حول تغيير الحياة اليومية. تواجه اليوتوبيا حقيقة أن الحياة هي كل متكامل، وأن الأطفال والعائلات والزواج والتربية والاقتصاد والسياسة والموت وغير ذلك مرتبطة كلها. والمجتمعات المقصودة راديكالية بوجه خاص من منطلق أن أعضاءها لا يمانعون في تغيير حيواتهم. ويكون على جميع أعضاء تلك المجتمعات التعامل مع هذا التغيير كل يوم.
الفصل الثالث
اليوتوبية الأصلية والكولونيالية وما بعد
الكولونيالية
كان يوجد صنفان من المستعمرات، وكلاهما هدفه خدمة مصالح البلد المستعمر، لا مصالح المستعمرة. كان القصد الأساسي من أحدهما استغلال عمالة المستعمرة وموادها الخام وثرواتها. أما الثاني، فكان الهدف منه الاستيطان؛ إما للتخلص من الزيادة السكانية، وإما كأماكن لإرسال غير المرغوب فيهم إليها. والمستعمرات مهمة بالنسبة لليوتوبية من حيث إنها مثلت أحلاما يوتوبية، لكن أيضا بسبب أنه - إجمالا - كتبت يوتوبيات أدبية، وأنشئت مجتمعات مقصودة فيها أكثر من البلاد التي أنشأتها. وكان للمستعمرات تأثيرات على السكان الأصليين، واختلف تفسير تلك التأثيرات على مر الزمن، وحسب القائم بالتفسير. (1) مستعمرات المستوطنين
التفسير النموذجي لعملية الهجرة إلى مستعمرات المستوطنين هو أن الناس يخرجون من بلدهم الأم، بسبب الفقر والمرض وغيرهما من الظروف المحلية، ويستوطنون البلد الجديد تحدوهم الرغبة في الحصول على حياة أفضل، أو الأمل في القدرة على ممارسة معتقداتهم السياسية أو الدينية. عرض جيمس بالتش (المولود عام 1956) في كتابه «إعادة إعمار الأرض» (2009) أن هذه الصورة شديدة البساطة. ولكن أيضا في الحقيقة من بداية القرن السابع عشر وحتى منتصف القرن التاسع عشر، كان الناس يتركون بلادهم ويسافرون، في بعض الحالات لمسافات طويلة حول العالم، عاقدين الأمل على أن يتمكنوا من أن يعيشوا حياة أفضل مما أتيح لهم في مسقط رأسهم. وجد البعض حياة أفضل في المكان الجديد، في حين لم يجدها البعض الآخر، فأقاموا في البلد الجديد في الظروف السابقة نفسها، أو في ظروف أسوأ منها، أو عادوا إلى بلدهم الأم، إلا أن الحلم بحياة أفضل، الذي قاد الكثيرين، كان يوتوبيا على نحو واضح، ومستعمرات المستوطنين كلها كانت وراءها أحلام يوتوبية. يمكن أن نجد مثالا لذلك في الأغاني التي غناها المهاجرون، والتي وصفت عادة المكان الذي انتقلوا إليه بأوصاف يوتوبية. فعلى سبيل المثال، تبين الأغنية الأيرلندية «الولايات المتحدة الأمريكية العظيمة والحرة» الوصف اليوتوبي:
إن عملت في أمريكا،
فستتقلب في النعيم،
Bilinmeyen sayfa