8
سطحي النظر، لا ينفذ بصره إلى الجوهر واللباب، ولا يهتك شعاع لحظه الظاهر إلى الباطن ولا المظاهر إلى الحقائق الكوامن، ولا تراه:
يستشف الأمور عما يوار
ين بعين جلية الإنسان
ولا:
ألمعيا يرى بأول ظن
آخر الأمر من وراء المغيب
إنما هو أخو تقليد ومحاكاة يتبع ولا يبتدع، ويقفو الأثر ولا يبتكر، ثم يأخذ من صنوف الصناعات وأفانين الفنون كل نفاية وحثالة وأشابة، مما قد سئمته النفوس ومجته الأذواق، وأصبح يعد عتيقا مطروقا ومبتذلا مذالا،
9
فيتناول أمثال هذه المتروكات الدارسة والأنقاض البالية، فيعتد بها ويزهى ويفاخر ويباهي، كما لو كانت من مؤتنفات الفن وبدائعه ومستحدثاته المونقة وروائعه، أو من سوانح الإلهام وشرائده، وجواهر الإحسان وفرائده. ألا لا تذكرنه إلا على أنه كبعض السلع والممتلكات والأمتعة، أو كبعض ما يستخدمه المرء في غاياته وأغراضه من الآلات والأدوات.
Bilinmeyen sayfa