الوسيلة الثانية:
هي أنه كان يوجد في ميناء الإسكندرية بوارج حربية لكل الدول، فكان في الاستطاعة الاتفاق معها على أن ترسل كل واحدة منها فريقا من بحارتها إلى البر، وتعهد إليها حراسة الحصون المطلة على البحر. وبهذه الكيفية لا يكون للأميرال حجة يتمسك بها ويزعم أنه مهدد، وإذا استمر بعد ذلك على تنفيذ خطته ولم يجنح إلى السلم وجد أوروبا كلها أمامه.
ويظهر لي أن هذين الحلين كانا هما السبيل الوحيد لاجتياز مصر هذه العقبة الخطرة، ولكن شاءت الأقدار غير ذلك بعد أن فرغ كل ما في جعبتها من وسائل السلم، فأقبلت على الخضوع إلى ما قدر لها في عالم الغيب ومكابدة احتمال فوادح الخطوب من احتلال أجنبي أعقبه بتر أكبر قسم من أراضيها. (5) مواقع الحصون من موقف الأسطول
قبل أن أتكلم عن ضرب الأسطول لحصون الإسكندرية يجدر بي أن أبين مواقع الحصون بالنسبة للأسطول؛ ليكون الأمر أمام عين القارئ في صورة واضحة جلية.
إن حصون الإسكندرية القائمة على طول شاطئ البحر تنقسم إلى ثلاث مناطق بالنسبة لتعرضها لضرب الأسطول: (1)
المنطقة الأولى: وهي الواقعة شرق المدينة، ليس بها غير حصن السلسلة. وهذا الحصن لا نعده قد اشترك في القتال، وإن كان قد أطلق بعض طلقات على السفن التي كانت تصوب مقذوفات مدافعها على قلعة قايتباي؛ لأن هذه السفن لم تجاوبه بتاتا فلم يصب بضرر ما. (2)
المنطقة الثانية: وهي الواقعة شمال المدينة، بها من الحصون حصن قايتباي والهلالية والأطة والاسبتالية ورأس التين والفنار. (3)
المنطقة الثالثة: وهي الواقعة غرب المدينة، بها من الحصون حصن صالح أغا والبرج رقم 15 وأم قبيبة والعجمي والمرابط. وكان حصن العجمي لم يتم إنشاؤه إلى وقت الضرب.
خريطة حصون الإسكندرية والسفن الإنكليزية التي ضربتها في 11 يوليه سنة 1882م
أما الأسطول الإنجليزي فكان مؤلفا من ثماني مدرعات كبيرة وخمس سفن صغيرة غير مدرعة. وقد انقسمت المدرعات إلى قسمين:
Bilinmeyen sayfa