بدا لي أني لست مدرك ما مضى
ولا سابقا شيئا إذا كان آتيا
فنفهم جواب «إذا» من الكلام السابق، ويكون المقصود «أنه إذا كان المقدور آتيا فإنني لا أسبقه.»
أما أن نقول مع الدكتور «إذا كان من اليسير أن نقدم له الدواء فنحن نتساءل» فهو كلام لا يستقيم، بل يستقيم الكلام بغير حاجة إلى الجواب حين نقول:
نتساءل هل يقدم له الدواء؟
وقال الدكتور مدكور بعد ذلك: «في كتاب مباهج الفلسفة جهد كبير وعرض شيق.»
والشيق هو المشوق أو المشتاق، وليس الكتاب مشوقا أو مشتاقا ولكنه شائق يجعلنا نحن مشتاقين إليه أو شيقين.
وقال الدكتور: «وهو أديب بقدر ما هو فيلسوف.» وتلك محاكاة عرفية للتعبير الأجنبي، وإنما المألوف في التعبير العربي «أن حظه من الفلسفة كحظه من الأدب»، أو أنه «على نصيب سواء من الفلسفة والأدب»، أو أنه «يحسن الفلسفة كما يحسن الأدب»، ولا بأس بالمحاكاة الحرفية إذا لم يكن في العربية ما يغني عنها، فإن أغنت عنها العبارات العربية فهي أولى.
وحسبنا هذا من مباهج الفلسفة ومن مباهج النحو والصرف، مع رجاء المعذرة ممن يرفعون كلمة المباهج ويضعون في موضعها المزعجات، ولولا أننا لا نحب أن تتسع الفجوة بيننا وبين الغربيين لتركنا لهم مباهجهم وأبعدنا مباهجنا عن الفلسفة واللغة، ولكنهم إذا أفلحوا في ترويج الفلسفة بين مئات الألوف من قرائهم فلنطمع في بعض هذا الرواج عندنا، ولتكن بسائط اللغة بيننا من المفهومات التي تدرك لها أسباب لا تتوقف على النحاة.
الإمامة عند الإسماعيليين1
Bilinmeyen sayfa