إلى أن قال:
وترك الملك ابن سعود في نفسي أثرا بالغا؛ فكان إعجابي به عميقا لولائه الذي لا يتزعزع لنا، فقد كان على أحسنه في الساعات المظلمة، وقد بلغ السبعين ولكنه لم يفقد نشاط المقاتل المناضل، ولم يزل يعيش عيشة الملوك الشيوخ - أو الآباء - في صحراء بلاد العرب مع أبنائه الأربعين الأحياء وثلاث من زوجاته الأربع حسب وصفة النبي، وأحد الأماكن الأربعة خاليا لا يزال ...
هذه العبقرية بآفاتها كلها؟
فليس للنبي محمد - عليه السلام - «وصفة» تأمر المسلم بزواج الأربع.
وليس للسيد المسيح - عليه السلام - وصفة تأمر شرشل بالتقديس المطلق للشراب أو التدخين.
وقد كان في وسع شرشل أن يكتب هذه القصة بغير هذا الإيماء والإيحاء.
ولكن هل كان ذلك في وسعه حقا إن كانت الوراثة حاكمة وآفات العبقرية لازمة؟!
لا نظن، ولو أنه كان في وسعه أن يتجنبه لتجنبه، فما كان أحد ليضطره إليه، لولا أنه اضطرار لا حيلة له فيه!
مساومات السياسة
وليس من غرضنا أن نعقب بالنقد المفصل على أجزاء الكتاب، فإنه يبلغ أربعة آلاف صفحة لا تخلو إحداها من حادث أو خبر أو قضية، ولكن القليل منه قد يغني عن الكثير في بيان «أسلوب المساومات» بين سياسة الدول، ولا سيما هذه المساومات التي تجني على الأمم الضعيفة، وأولها المساومة على قناة السويس!
Bilinmeyen sayfa