وقد رأينا على اللوحة البيضاء من حاولوا تمثيل صلاح الدين الأيوبي فلم يفلحوا.
فهل تراهم يفلحون في تمثيل ذلك الرجل الذي لا نظير له بين الرجال؟
لا نخالهم يفلحون، ولا ضير عندنا من تمثيل أناس من عظماء الإسلام في مقام الدعوة والتكريم، فأما الشخصيات المقدسة التي تعلو على ذلك كثيرا، فالإشارة إليها من بعيد أوفق للفن وللمقام. ومن ظن غير ذلك، فليحاول ما شاء على سبيل التجربة في موقف أو موقفين، ثم لينظر ماذا يرى من ظنونه بعد ذاك.
محاكمة الخديو عباس1
قرأت اليوم «محاكمة الخديو عباس» منقولة من الأوراق التي احتفظ بها سعد زغلول وبقيت محفوظة إلى الآن.
وتساءلت أخبار اليوم: ترى لماذا احتفظ بها سعد ولم يكن وزيرا في أثناء نظر القضية؟
ومن وفاء حق التاريخ أن نسجل هنا ما نعلمه عن هذه القضية، التي كان لها شأن خطير في تاريخ مصر الحديث، أوشك بعضنا أن ينساه.
إن سعدا احتفظ بتلك الأوراق؛ لأن حساب دائرة سيف الدين ودائرة صالحة هانم التي حذف اسمها من الأسرة الخديوية؛ كان سبب استقالته من وزارة الحقانية، وهي الاستقالة التي تذكر بين أشرف الذكريات في تاريخ الوزارات المصرية وغيرها من الوزارات.
إن لورد كتشنر يظهر أخيرا بمظهر الحارس الغيور على نزاهة الحكم، مع أنه كان يتعرض لها من مبدأ الأمر لحماية صاحبه حسين محرم باشا وشفاء حزازته من الخديو عباس.
وقد كان سعد وزيرا للحقانية حين راجع أعمال المجالس الحسبية، فلاحظ في أوراق الدائرتين كثيرا من الخلل وسوء التصرف، وأراد أن يحيل الوصي حسين محرم إلى القضاء، فوقف له لورد كتشنر، وطالبه بتقديم الأدلة على الخلل قبل اتخاذ إجراءات المحاكمة؛ أي طالبه بوضع المركبة أمام الحصان كما قال له سعد؛ لأن حجز أوراق الدائرة جميعا أول عمل من أعمال الإثبات.
Bilinmeyen sayfa