من الممكن أن يعيش المرء في القرية ولكن يحيا حياة مكتبية (بضعة أشهر من كل عام في مكان محدد عدة سنوات والاختلاط بأهله يكفي). ⋆
إن كل شيء يتوقف على حب الصنعة والتعلق بالموضوع الذي يصبح بشكل ما قضية حياة أو موت للمؤلف. ⋆
هذه هي النظرة التي يرى بها بعضهم مواضيع الواقع الراهن فتؤدي بهم مطاردة التاريخ إلى إضعاف ما يتطلبه التأمل الفكري والفني ومستوى الأعمال. وتظهر في سوق الكتب أعمال اصطنعت على عجل لا تهز فينا شعرة. إن الكتاب الذين يسرعون إلى الاستجابة لمتطلبات اليوم ويطلعون علينا بمواضيع عن الواقع الراهن يستحقون لقب «القشاطين». لا ينال منهم شق قناة
الفولجا
مثلا إلا دراستين أو ثلاثا في الوقت المناسب، وهي دراسات سطحية مكتوبة على عجل. لقد عكس الأحداث وكفى. ولكن هذا الموضوع قد كلف
فلاديميير فومنكو
عشر سنوات من العمل الدائب. ولا أستطيع أن أكتم مخاوفي كلما رأيت الكتاب المتعجلين يبذرون الأحداث والوقائع دون أن تنضج في قلوبهم ودون أن يستشعروا الحاجة إلى أن يمسوا قلب القراء. كلما كان الفنان موهوبا وجادا كلما قلت ثقته بنفسه ويتغلب على تردده الأليم وشكوكه فيتوجه إلى القارئ لأنه يشعر بضرورة في داخله تدعوه للتعبير لأنه لا يستطيع أن يكتم ما بنفسه ... عندئذ يظهر الكتاب الذي يهزني أنا القارئ في صميم قلبي. كتاب ينفذ إلى أعماقي الروحية ... كتاب لا يبرح أن يكون جزءا من نفسي ويجعلني أكثر إدراكا وخيرا وأقوى وأسعد مما كنت. ⋆
إذا لم ينفعل الفنان هو نفسه ولم تتملكه الأفكار وصور الحياة التي يملأ بها عمله فلا معجزة هناك يمكن وقوعها. ⋆
أفسحوا المكان للضحك. ⋆
شولوخوف : «ليس هناك من روابط أقدس من تلك التي توجد بين رفاق ورفاق. الأب يحب ابنه والأم تحب ابنها والولد يحب والديه، ولكن ما لنا ولهذا يا إخوتي. إن البهيمة أيضا تحب صغيرها. ولكن الإنسان هو وحده القادر على أن يتقارب بالروح لا بالدم.»
Bilinmeyen sayfa