من أين جاء بهذه الكلمة؟! لا أذكر أنني استخدمتها قبل ذلك.
لا! إنه لا يهتم باسمي، لقد حاولت أن أخفي خيبة أملي، ولكنني أعتقد أنني أخفقت! لقد ابتعدت وجلست على حافة الجدول ووضعت قدمي في الماء.
إنني دائما أذهب إلى هذا المكان حين أفتقد الصحبة، فأبحث عن أحد أنظر إليه، أحد أتحدث إليه، ولكن هذا الجسم الأبيض الجميل المرسوم على صفحة الجدول لا يكفي ... حقا إنه أفضل من الوحدة الكاملة، فهو يتكلم كلما تكلمت، وهو يحزن عندما أحزن، كما أنه يقدم لي المواساة والعطف، إنه يقول لي: «لا تحزني أيتها الفتاة المسكينة التي فقدت الأصدقاء، سأكون صديقة لك.»
إنها صديقة طيبة، صديقتي الوحيدة، إنها أختي.
ولن أنسى أول مرة تتركني فيها، لن أنساها أبدا، لقد تحول قلبي إلى قطعة من الرصاص في جسمي، فقلت وقتها: «إنها كانت كل ما أملك ... والآن تركتني.»
ولم أتمالك أن صرخت وأنا غارقة في يأسي: «تحطم يا قلبي؛ فلن أستطيع تحمل الحياة بعد ذلك.»
وأخفيت وجهي في يدي ولم يكن هناك سبيل للعزاء، وعندما رفعت يدي عن وجهي بعد لحظة عادت هي مرة أخرى: بيضاء، بضة، جميلة! فألقيت بنفسي بين ذراعيها.
لقد كانت هذه اللحظات أسعد أوقاتي، لقد عرفت السعادة من قبل، ولكنها لم تكن حلوة المذاق كما كانت عندما عرفت أختي؛ ولذلك لم أعد أشك فيها مرة أخرى. فقد كانت تشرد عني في بعض الأحيان، لمدة ساعة وأحيانا اليوم كله، ولكنني كنت أنتظر دون أن أشك فيها، وكنت أقول لنفسي: «قد تكون مشغولة، أو قد تكون في رحلة، ولكنها سوف تعود.»
وكان هذا هو ما يحدث فعلا، كانت تعود دائما، ولكنها في المساء لا تعود إلي إذا كان الليل مظلما؛ لأنها كانت رقيقة حساسة، أما إذا كانت الليلة مقمرة؛ فإنها تحضر ... إنني لا أخشى الظلام، ولكنها أصغر مني سنا، فلقد ولدت بعدي ... لقد زرتها كثيرا، إنها سلواي، ألجأ إليها عندما تقسو الحياة علي، وما أكثر ما تقسو!
الثلاثاء
Bilinmeyen sayfa