كان مروان يسأل نفسه: لماذا لم ينتصب عضو هذا الرجل؟! يتنفس بسرعة، يبدو في ذروة النشوة الجنسية، وكذلك المرأة. استمر الاثنان في تلك النشوة نصف ساعة. تساءل مروان: «ما هذ اللقاء الحميمي الغريب، وكيف تستمر ذروة النشوة لفترة طويلة؟!»، بينما اللقاء الذي يعرفه في حياته، فيه الإحساس بالذروة الجنسية، لا تتجاوز مدته ثلاث ثوان! هكذا جلست النسوة الأخريات أمام الرجل واحدة تلو الأخرى، يتمتعن كل منهن مع الرجل بذروة جنسية لمدة نصف ساعة. رأى مروان هذا العالم يعيش متعته الجنسية، دون هدر للطاقة أو الشعور بالتعب. هذا لا يحدث إلا في الجنة مع حور العين، كما قيل له في حياته السابقة. عصره الشوق ليعرف ما هذا اللقاء، وسخر من تفكيره السابق حين قال: «من أين لهذا الرجل الأنثوي القوة؛ حتى يشبع رغبات السبع النساء في ليلة واحدة؟!»
7
غضب مروان من حرمانه التمتع في هذا العالم، الذي يرى مرة أنه في عالم الجن ومرة في الجنة. مشى إلى نافذة المنزل وتفاجأ بالمدينة، وهي تغير لونها السابق، وتلبس حلة ليلية جديدة، كأنها امرأة حسناء تحتفل بليلها بجوار حبيبها، ثم نظر نحو النجوم وصاح: يا رب، في أي عالم أنا؟! لماذا أرسلتني إلى هذا العالم روحا دون جسد؟ أريد قالبا روحيا؟!
لم ينم تلك الليلة وهو يشاهد جمالا أخاذا، يحدث نفسه بصوت عال، يتمنى أن يسمعوه: «سبع نساء يرقدن مع رجل واحد، يتمتع بنشوة غامرة لمدة أربع ساعات في اليوم. إنها حياة تشبه الجنة إن لم أكن أنا فيها حقا.»
طلع الفجر ولم يسمع أذانا ينادي للصلاة، انطلق إلى شرفة المنزل؛ ليشاهد إن كان هناك صوامع مساجد في الجوار، لكنه لم يشاهد أي صومعة. أطلت الشمس على المدينة، وفي غمرة تساؤله تفاجأ بالمدينة تستبدل لونها بلون آخر، كأنها تستقبل نهارها بثوب جديد. تنسم نسيم الصباح العطر بعد ليل ماطر. كان يحدث نفسه بصوت عال: «لست أدري ماذا أرى؟! عالم الجن، أم أنني أعيش حلما، سرعان ما أصحو منه؟» عاد إلى غرفة النوم، ورمى بروحه فوق إحدى النساء، ثم انتقل إلى الثانية؛ عله يجد لذته المنشودة. قامت النسوة صباحا، وأدين تمارين رياضية لمدة ساعة كاملة مع الرجل، بينما مدبرة المنزل الجميلة التي لا تبدو السعادة على وجهها تعد وجبة الإفطار. تناول الجميع وجبة الإفطار، ثم انطلقوا بمركبتهم خارج المنزل.
بقي مروان في المنزل كشبح، يشاهد أجهزة المنزل وأثاثه الغريب، ومدبرة المنزل التي لم تكن تتحدث كثيرا مع النسوة، تقوم بتنظيف المنزل. ظن أنها غاضبة من عملها كمدبرة للمنزل، أو أنها تشعر بالنقص وهي دون ثديين.
8
خرج مروان إلى الشقق المجاورة لمسكنهم في البرج؛ ليعرف أكثر عن العالم الذي انتقل إليه. وقف أمام باب مغلق، حاول أن يمسك بمقبضه؛ ليفتح الباب فغاصت يده فيه، ثم وجد نفسه ينفذ من خلال الباب إلى داخل المنزل! شعر بالسعادة أنه يستطيع النفاذ من خلال الحواجز الصلبة. تجول في الشقة، شاهد فتاة تشبه الفتاة مدبرة المنزل التي في منزل النسوة. استغرب من ذلك التشابه العجيب حتى في اللباس! وأيضا ترتيب المنزل وجدرانه وأثاثه وأجهزته، كأن المنازل نسخة واحدة. تنقل من منزل إلى آخر بنفس الطريقة، شاهد نفس الفتاة تقوم بترتيب وتنظيف المنزل. لم يشاهد أطفالا كثرا ولا شبابا، غير العجزة في المنازل. جلس قليلا يشاهد منزلا به رجل وولد صغير يداعبه والفرح في عينيه.
عند الظهيرة شاهد المدينة وهي تغير حلة أخرى، بلون أشجار الزيتون، والجو يعبق برائحة زكية. هكذا وجد المدينة تغير لونها بين الحين والآخر خلال اليوم والليلة. نظر إلى الشارع، شاهد الإناث أكثر من الذكور، ومركبات تحلق في السماء، كأنها طيور عملاقة أو صحون طائرة. شعر بالحزن على نفسه، فهو لا يستطيع أن يستمتع في هذا العالم الساحر! شعر أن الحرمان عذاب آخر.
دخل أحد المنازل وشاهد رجلا وسيما يقوم بتنظيف المنزل، يلبس بذلة كالنساء. تساءل: «لماذا يوجد هنا رجل يقوم بعمل مدبرة المنزل، غير ما شاهدته في المنازل الأخرى؟!» سار يراقبه في المنزل إلى أن حضرت أربع عشرة امرأة، متوسطات العمر والجمال. جلسن يمرحن ويضحكن في المنزل. قدم الرجل عصيرا لهن، ثم جلس بجوارهن دون أن يداعبهن أو يقبلهن. قالت إحدى النساء للأخريات: «ما رأيكن أن نشاهد متحف التراث الروحي الإنساني؟»
Bilinmeyen sayfa