98

İslam Günü

يوم الإسلام

Türler

إن برنامجنا الذي نريده يخرج شبابا حيا جمع بين متناقضين لخصهما الله في قوله يصف المؤمنين:

أشداء على الكفار رحماء بينهم ، شباب يحطم السلاسل، ويفك الأغلال، ويتمرد على المجتمع الفاسد، وهو في الوقت عينه محب للخير وديع، يسيل عذوبة ورقة إذا دعا داعي الخير، ومن أجل الخير.

إننا لا نقوم العلم والأدب إلا بمقدار خدمتهما للإنسانية. وأكبر عيب في المدنية الغربية أنها جعلت الشباب كالإنسان المصاب بالسرطان، تتضخم ناحية منه، ولا تتضخم الأخرى، فتضخم عقله، وضمر قلبه، فاختل توازنه.

إن المدنية الحديثة جعلت قلبه فارغا ظمآن، صقيل الوجه، كاسف الروح، مستنير العقل، كليل البصر، ضعيف اليقين، كثير اليأس، قد حاز كل أسباب السعادة إلا سعادة قلبه، قد نزعت منه عاطفة الدين، فساءت حياته في الدنيا. والشباب الشرقي على الخصوص شغفته الحضارة الغربية؛ فمد يده إلى الأجانب ليتصدقوا عليه بفتات الموائد. قد باع روحه بثمن رخيص جدا، وهي أعز شيء في الوجود، فاشترى من الغربيين عبادة المادة، وعبادة الشهوات والجاه، وأعطاهم قلبه. لقد كانت - والحق يقال - المدنية الغربية في نعومتها وبرامجها وأفكارها أقسى على الشرق من مدافعها وكل آلات قتالها، فما فعلته هذه الآلات أفسدت الناس بكل سهولة.

وكان من نتيجة تعاليمهم جبن هذا الجيل، وضعفه الخلقي، وبرودة القلب، وجفاف العين.

إن شباب اليوم قد يكون لبقا، حسن الحديث، ناصع الوجه، براق العينين، ولكن مع كل هذا ليس له قلب.

لقد كنت في الحجاز فرأيت بعض سواقي السيارات يسوقونها بعقلية الجمال، فكذلك المعلمون اليوم يربون الصقور تربية الحدأة، وأشبال الأسود تربية الغنم.

إن الإنسان إذا قوي عقله، ولم يقو قلبه؛ ثبط عن المغامرة، وفكر طويلا في العواقب، ولم يكن عنده إلا الوظيفة والعلاوات والترقيات، يحب السرور والملذات، ولا يحب احتمال المسئوليات، ويأنف التضحية التي توصله إلى غرضه، هو غمد بغير سيف، وقبة بلا شيخ، لأنه لم يعرف نفسه؛ فلم يعرف ربه. إن التربية التي نحن سائرون عليها جعلت الشباب رخوا ناعما، كأنه غادة. فأما تربيتنا على هذا النهج الذي وضعناه فيجعلهم يشقون الصخور، ويدكون الجبال.

قد كانت هذه التربية العتيقة الفارغة القلب كافية لموت الشرقيين في جيل، فكيف إذا ربوا على منهجها أجيالا وأجيالا؟! لقد كان الأدب مادة لكسب المال من الأمراء، أو الحث على لذة وضيعة، وأرقاه ما دعا إلى تذوق الجمال، ولم يعبأ بحياة القلب والروح.

ولأمر ما بعث الله رسوله محمدا أميا؛ حتى لا ينحبس نظره في الحروف والكلمات، ولاينحبس عقله في الفلسفة والمنطق. وإن رسالته لإحياء القلب أكثر منها لإحياء العقل، ويمثل ذلك قوله - تعالى:

Bilinmeyen sayfa